يعلم .
أما الغرور : فيكمن فما تشتمل عليه هذه الحياة من لذائذ وقتية ، وشهوات عارمة غير مشروعة تجر الإِنسان الى مهاوي الرذيلة وتبعده عن الواقع ، وما يرفع النفس ، ويصونها عن كل قبيح .
( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ؟ (١)
متاع خادع كالسراب الذي ( يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) (٢) .
ومن الغريب ان يكون وصف الدنيا بإنها « متاع الغرور » قد صدر من الخالق لهذا الكون . العالم بكل جزئية ، وكلية .
وقد جاء هذا الوصف في ذيل الآية الكريمة من قوله تعالى :
( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ) (٣) .
وعن الشيخ البهائي أن هذه الخصال الخمس المذكورة في الآية من اللعب ، واللهو ، والزينة ، والتفاخر ، والتكاثر مرتبة بحسب سني الإِنسان ، ومراحل حياته فمثلاً نراه يتولع أولاً : باللعب وهو طفل ، أو مراهق ، ثم اذا بلغ ، وإشتد عظمه تعلق باللهو والملاهي ، ثم اذا بلغ أشده اشتغل بالزينة من الملابس الفاخرة
__________________
(١) سورة آل عمران : آية (١٨٥) .
(٢) سورة النور : آية (٣٩) .
(٣) سورة الحديد : آية (٢٠) .