الضمير ، وكل حركة في الجوارح ، وكل حركة في الحياة ، التوجه بها الى الله خالصة ، والتجرد من كل شعور آخر ، ومن كل معنىً غير التعبد لله » .
بهذا وذلك يتحقق معنى العبادة ، ويصبح العمل كالشعائر ، والشعائر كعمارة الأرض ، وعمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الله كالصبر على الشدائد ، والرضى بقدر الله . كلها عبادة ، وكلها تحقيق للوظيفة الأولى التي خلق الله الجن ، والانس لها وكلها خضوع للناموس العام الذي يتمثل في عبودية كل شيء لله دون سواه .
« وخدعتني الدنيا بغرورها » .
خدعه : ختله ، واراد به المكر من حيث لا يعلمه (١) .
والغرور : الأباطيل ، وقيل : تزيين الخطأ بما يوهم أنه صواب (٢) .
والتعبير بالخداع : ينطوي على معنىً يريد الداعي بيانه من خلال هذه الفقرة الدعائية .
انه يريد أن يقول : ان هذا الإِنهماك في طلب الدنيا ، والاقدام على هذه المخالفات لم يكن عن علمٍ منه ، وتقصير بل هو مخدوع خدعته الدنيا والخداع ـ كما مر في اللغة ـ هو الختل من حيث لا
__________________
(١ ـ ٢) لاحظ لسان العرب : مادة ( خدع ، وغرر ) .