الالتفات الى الأمور الخيرة ، والأعمال الصالحة ، والإِتجاه الى الله ، وحينئذٍ فيبعد عن كل ذلك لسوء سريرته .
« وحبسني عن نفعي بعد أمالي » .
وبعد الأمل الذي يقصده الدعاء في هذه اللقطة هو التسويف الذي يلازم المرء فيمنعه عن القيام بما يلزم ازاء وظائفه الدينية ، والإِجتماعية فيدأب ليقضي أيام شبابه عابثاً لاهياً مؤملاً أنه سيعود الى الرشد بعد ذلك .
إن هذا التسويف هو الذي يضيع الفرصة على هذا المسكين فيدعه يتخبط في آثامه ، ولربما يدركه الموت فتفسد عليه ابواب الغفران وعندها يخسر الصفقة ولا ينفعه الندم حينذاك .
( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (١) .
ما أشدها من لحظات ، وما أحرجها من ساعة تمر على الإِنسان وهو يحتضر ليلفظ انفاسه الأخيرة .
ساعة يخاطب النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فيها جبرائيل وهو يقول :
« حبيبي عند الشدائد لا تخذلني » .
واذا كان نبي الرحمة هذا طلبه من جبرائيل ، وهو حبيب الله
__________________
(١) سورة المؤمنون : آية (٩٩ ـ ١٠٠) .