الداعي عن الغم الذي يسيطر عليه من جراء ندمه ، واعترافه :
« وأفرط بي سوء حالي » .
والافراط في الشيء هو تجاوز الحد فيه (١) .
وفي ذلك يعترف الداعي بأنه : قد تجاوز الحد في المخالفة ، وهذا من سوء حاله أن يدمن ، ويكثر من هذه المخالفات التي أبعدته عن جلال الله .
« وقصرت بي أعمالي » .
وبالنسبة الى نعم الله عليه يجد الداعي من نفسه التقصير ازاء شكرها ولذلك لا يجد نفسه واصلاً الى درك مرضاته تعالى ، ومحققاً للغاية المنشودة من إمتثال أوامر الله ، وترك ما هو منهي عنه .
« وقعدت بي أغلالي » .
والاغلال : هي الأطواق الحديدية ، والتي يقيد بها المجرم أو الأسير حيث يجمع يده الى عنقه ، ويربطهما الطوق الحديدي .
وهذه الفقرة من الدعاء تصور لنا حالة الداعي ، والذلة تحيطه من جميع جهاته بعد تصويره لحالته بان أعماله القبيحة قد قيدته كما تقيد الأطواق الحديدية الأسير ، وتذله ، وعلى الأخص عند الوقوف بين يدي آسره .
إن هذه الاغلال التي تحبس الداعي ، وتقعده إنما تقعده عن
__________________
(١) اقرب الموارد مادة ( فرط ) .