فكيف بالعبد المذنب ؟
هذا العبد المسجى يواجه الموت ، وهو منه قريب يلتفت الى عمله فيراه قبيحاً ، ويلتفت الى أمواله فيراها مكدسة ولم يكن قد إستثمرها في طرق الخير ، ولم يؤد حق الله منها . وها هي الابواب تغلق في وجهه فلم يبق لديه الا طلب واحد ذلك هو الرجوع به الى سابق وضعه ليتدارك ما فات ، ويصلح ما أفسد نتيجة التسويف ، وطول الأمل . ولكن : لقد فات الأوان ، وبعد الزورق عن الساحل ، وقد لفته الامواج العاتية ، وانتهى كل شيء ، فقد جاء الجواب :
« كلا إنها كلمة هو قائلها » .
لقد تلاشت الآمال العريضة ، وضاعت الفرصة ، وخمد الضوء فلف الموت بردائه الحالك هذا المسجى فماتت البسمات على شفتيه .
إذاً فلا بد للإِنسان ، وهو يخوض غمار هذه الحياة من اليقظة والحذر قبل ان تنسد في وجهه الأبواب بحلول الشيخوخة حيث تضعف القوى ، فلا يقوى حينئذٍ على تدارك ما فات ، ومن ثم فشج الموت يقطع اليه خط الرجوع ، والتدارك .
ولذلك نجد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد على هذه الجهة ، ويحذر من التمادي وعدم الالتفات الى ما يلزم من المبادرة قبل فوات الأوان .
يقول النبي صلى الله
عليه وآله وسلم والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي الا ظننت أن شفري لا يلتقيان حتى يقبض الله