الإِحسان
يعامل الله عبده المذنب فيكتب له السيئة نفسها ، ويوقف التنفيذ حتى تأتي الحسنة فيضاعفها لتصل إلى عشر حسنات ، وليس في البين ظلم على أحد ، ولا تعد على حق من الحقوق بل كل ذلك تفضل ، وعطاء ، ومنة ، وكرم .
من تقبل توبته من
البشر :
ان هذه الفقرات من
الدعاء لتصور لنا عملية اللجوء الكامل ، والتركيز في التوجه الى مصدر اللطف ، والعطاء لغفران الذنوب ، والستر على المذنبين فيما صدر منهم من قبيح الأعمال . فالعبد ينحدر الى ربه ليجد من لطفه صدراً رحباً يقبل منه هذا التضرع ، فيصفح عنه ، ويزيد في حسناته .
ومن هنا نواجه مشكلة
لا بد من بحثها من جميع جوانبها .
تلك هي مسألة التوبة
، وغفران الذنوب بعد تحقق صدورها من الأفراد ، وإستحقاقهم للجزاء المترتب على صدور تلك الذنوب فما معنى العفو حينئذٍ ؟ وما الفرق بعد لك بين شخصين إمتثل أحدهما أوامر الله ، وإنتهى عما نهاه عنه .
وخالف الآخر فلم
يمتثل ما أمر به ، ولم ينته عما نهي عنه ولكنه تاب بعد ذلك وقبل الله توبته ، وكلا هذين يخرج لدى النتيجة من هذه الدنيا نقي الذيل ولا شيء من العقاب مسجل عليه ؟
ولذلك فان القول بقبول
التوبة من المذنبين ، والعفو عنهم يشكل خرقاً لقاعدة العدل والإِنصاف ، وحاشا لله تعالى أن يصدر منه مثل ذلك وهو العادل المنصف لعباده .