والشدة : من مكاره الدهر جمعها شدائد (١) .
وبهذه الفقرة من الدعاء يناجي الداعي ربه ليعلن بأنه توجه اليه بحاجته عند نزول مكاره الدهر به « وانزل بك » إنما هو لقصر الأمر به تعالى لا بغيره ، وبذلك يسجل الداعي على نفسه عدم الاتجاه الى غير الله لأنه هو الملجأ الذي يلجأ اليه المحتاجون .
« يا من كل هارب اليه يلتجيء ، وكل طالب إياه يرتجي يا خير مرجو ، ويا اكرم مدعو » (٢) .
« وعظم فيما عندك رغبته »
وبعد أن بين الداعي قصر حاجته في سؤالها على مولاه عطف على ذلك هذه الفقرة والمعنى : أسألك سؤال من اشتدت فاقته وعظم فيما عندك من حل المشاكل ، وقضاء الحوائج رغبته .
٤ ـ اللـهم عظم سلطانك ، وعلا مكانك ، وخفي مكرك ، وظهر امرك ، وغلب قهرك ، وجرت قدرتك ، ولا يمكن الفرار من حكومتك .
بهذا المقطع يكون الداعي قد انتهى من التماساته ، وطلباته لغفران ذنوبه ، وجعله بقسمه راضياً قانعاً ، وبدأ ينحو نحواً آخر من المناجاة يعظم فيها الداعي ربه ، ويبين صفاته المختصة به والتي توحي
__________________
(١) أقرب الموارد : مادة ( شرد ) .
(٢) من دعاء الامام زين العابدين علي بن الحسين « عليه السلام » في مناجات الراجين . لاحظ الصحيفة السجادية / مناجاة الراجين .