يعرف المرء قدر نفسه ، فينزلها منزلتها بقلب سليم . لا يحب أن يأتي الى أحد الا مثل ما يؤتى اليه . إن رأى سيئة درها بالحسنة ، كاظم الغيظ ، عافٍ عن الناس . والله يحب المحسنين » (١) .
صفة قيّمة تزرع الحب في القلوب وتعظم من يتحلى بها لذلك نرى الدعاء في هذه الفقرة التي نبحثها من قول الإِمام « عليه السلام » « وفي جميع الأحوال متواضعاً » يوجه الداعي الى التضرع الى الله في تكريمه بهذه الصفة ، ويجعله في جميع الأحوال متحلياً بها ليرضي ربه وينفذ ـ في نفس الوقت ـ الى قلوب المخلوقين عزيزاً عليهم مهاباً في أعينهم .
« اللهم وأسألك سؤال من إشتدت فاقته »
هذه الفقرة من الدعاء ترتبط بالفقرتين الآيتين إرتباطاً وثيقاً كما انها منشدة الى ما سبق من الجمل التي مرت من بيان صفة الداعي ، وحالته النفسية عند سؤاله من ربه أن يسامحه ويرحمه ويجعله بقسمه راضياً .
واذا عرفنا أن الفاقة هي الفقر ، والحاجة ، اتضح لنا المراد من هذه الجملة التي نبحث عنها من السؤال كسؤال من إشتدت فاقته فان الداعي يبين لربه بأن حالته ، وهو يسأله كحال من بلغ من وصلت به الحال الى درجة الشدة .
« وانزل بك عند الشدائد حاجته »
__________________
(١) أصول الكافي : باب التواضع / حديث / ١٤ .