مختلف طباعهم ، ومشاربهم لا بد وأن يتأثر بهم ، إيجاباً أو سلباً أو يؤثر فيهم كذلك .
ومن الطبيعي أن يكون هذا التعامل الدائم على طول الخط الحياتي موجباً لتغير الإِنسان من حالة الى أخرى ، وبالاخير يكون ذلك مؤثراً على طباعه ، وسلوكه مع الناس .
ولهذا نرى الدعاء في هذه الفقرة يرجعه مرة أخرى الى وضعه الطبيعي ، ويذكره بأن يبقى متواضعاً إذا وصل الى المنزلة الرفيعة في الوسط الاجتماعي ، أو حصل على ثروة مالية ، وما الى ذلك من المنح التي يحصل عليها الإِنسان في حياته ، وأن لا ينسى الأحوال الأخرى التي يمر بها الآخرون ، أو الأحوال التي مرت عليه قبل هذا الحال .
وبذلك يبصره وينبهه بشكل غير مباشر أن على الإِنسان أن يكون محافظاً في السير على الخط المستقيم ، والسلوك المناسب ، وأن لا يأخذه الغرور بهذه الأحوال التي تمر عليه ، فلا ينسى التواضع مهما وصلت اليه حالته من العظمة ، والجاه .
على ان التواضع حسن في نفسه ، وله آثاره الايجابية في تزكية النفس ، وتحبيبها الى الآخرين وهو ـ في الوقت نفسه ـ تارة : يكون لله عز وجل .
وأخرى : يكون للناس .
وفي الحالة الأولى
يكون سبباً للقرب منه تعالى ففي الحديث عن الإِمام أبي عبد الله الصادق « عليه السلام » أن الله أوحى لنبيه داود « عليه السلام » « يا داود كما أن أقرب الناس من الله المتواضعين