٢ ـ الالتماس منه تعالى بجعله راضياً بما قسمه له في هذه الحياة من رزق مادي ، وغيره مما يشتمل على كل ما قسمه الله لعبده في دنياه من صحة ، أو سقم ، أو ابتلاء ، فإن في ذلك كمال الراحة له حيث لا يلتفت الى ما يتمتع به الآخرون بأمور يفقدها هو فلا تفسد عليه حياته ليعيش في دوامة من التطلع الى ما يكمل له النقص ، ويسد الفراغ .
« اللهم وأسألك سؤال خاضع متذللٍ خاشع »
صفات تنم عن حالة الداعي عند مناجاته لربه ، وكلها تنم عن تطامنه وخضوعه ، وعدم الإِستعلاء في الحديث . والمعنى :
إلۤهي ، وأسألك سؤال عبدٍ ذليل هانت عليه نفسه عند المثول بين يديك ، وخشع صوته عند مناجاته لك ، وغض بصره ، وهو يتحدث إليك فقد جاء أن الخضوع في البدن ، والخشوع في الصوت ، والبصر (١) .
« أن تسامحني وترحمني »
والمسامحة : هي التساهل (٢) وبذلك يلتمس الداعي من ربه أن يتساهل معه عند الحساب ، وأن لا يطبق عليه ما تستوجبه أعماله فيأخذه بالشدة . والإِنسان مجموعة من لحمٍ ، ودمٍ ، وعظم وعصب لا يقوى على شيء تؤذيه البقة ، وتدميه الوخزة فكيف يحتمل عذاب الآخرة ؟
__________________
(١ ـ ٢) القاموس المحيط ، وأقرب الموارد : مادة ( خشع ، وخضع ، وسامح ) .