إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أضواء على دعاء كميل

142/464
*

إستلهمته فالهمني (١) .

وكما سبق من التضرع يلاحق الداعي ربه ، فيستلهم منه الشكر بعد فرض تفضل الله عليه في شمول عطفه بجعله في عداد المقربين اليه . فهو عاجز عن اداء الشكر بإعتباره بشراً ، ومهما أوتي من العقل والفطنة ، والبيان فلسانه أقصر عن شكر ربه ، وحمده على نعمةٍ من نعمه فكيف بنعمة التقرب منه ، وقبوله ؟

فهو اذاً يلتمس من الخالق ان يضيف الى نعمه ، وأياديه عليه نعمة الشكر شكراً يليق به ، وحمداً كما هو أهله .

« وأن تلهمني ذكرك »

وعلى غرار ما سبق من توجه العبد الى الله في أن يلهمه الشكر اللائق به بقوله : ( وأن توزعني شكرك ) يعود الداعي في هذه الفقرة ليلتمس من ربه أن يلهمه ذكره . وقد سبق أن بينا أن المراد من ذكر الله هو الإِتصال به عن طريق استحضار صفاته ، وأسمائه في قلب الداعي ، وعلى لسانه . ولكن الداعي لا يجد في نفسه القدرة على مثل ذلك لأن ما يفعله العبد إنما هو بوحي من قواه المحدودة في التصوير شكراً وذكراً ، لذلك نرى الإِمام عليه السلام يوجه الداعي في هذه الفقرة ، وما سبقها من الفقرات الدعائية الى اللجوء لله نفسه ليكون هو مصدر الإِشعاع في إلهامه كيفية شكره ، وذكره بما يتناسب ، وعظمته الإِلۤهية .

وقد تكرر مثل هذا الالتماس في كثير من الأدعية ، والمناجاة التي

__________________

(١) مختار الصحاح للرازي : مادة ( وزع ) .

left