ومن الثاني قوله :
٤٢ ـ ضربت صدرها إليّ وقالت |
|
يا عديّا لقد وقتك الأواقي (١) |
نداء ما فيه أل :
وباضطرار خصّ جمع «يا» و «أل» |
|
إلّا مع «الله» ومحكيّ الجمل |
والأكثر «اللهم» بالتعويض |
|
وشذّ «يا اللهم» في قريض |
* * *
لا يجوز الجمع بين حرف النداء ، و «أل» في غير اسم الله تعالى ، وما سمّي من الجمل إلا في ضرورة الشعر كقوله :
__________________
(١) قائله : المهلهل بن ربيعة الجاهلي : وقتك : حفظتك ، الأواقي : جمع واقية أي : حافظة وراعية. يقول : ضربت صدرها متعجبة من نجاتي مع ما لاقيت من الحروب وقالت : والله لقد حفظتك العناية والرعاية.
الإعراب : ضربت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث والفاعل : هي : صدرها : صدر : مفعول به ، وها مضاف إليه ، إلى : جار ومجرور متعلق بضربت ، وقالت : الواو حرف عطف ، قالت ؛ قال فعل ماض ، والتاء للتأنيث والفاعل هي ، يا عديا : يا : حرف نداء. عديا : منادى مفرد علم منصوب تشبيها له بالنكرة غير المقصودة لأنه نوّنه. لقد : اللام : واقعة في جواب القسم ، وقد : حرف تحقيق ، وقتك الأواقي : فعل ومفعول به وفاعل.
الشاهد : في قوله : «يا عديا» مفرد علم مبني لكن لمّا اضطر الشاعر إلى تنوينه نصبه معاملة له معاملة النكرة غير المقصودة ، وقد اختلف في ذلك اختار الخليل وسيبويه الضم لأنه الأكثر في كلامهم ، واختار أبو عمرو وعيسى النصب ووافق ابن مالك الأولين في ضم العلم والآخرين في نصب اسم الجنس.