وأجمعوا ـ أيضاً ـ على أنّه قال لعليّ عليه السلامُ : «أنْتَ مني بمنزلة هارونَ من مُوسى ، إلا أنَّه لا نَبيَّ بَعْدي» (١).
فأوجب بذلكَ له الخلافة من بعده ، وأوضحَ به عن استخلافهِ إماماً.
__________________
وهيَ خالية من ردّ الخبر. الشافي، للمرتضى (٢ / ٢٦٤).
أقول: وبذلك ثبت إجماع الاُمّة بكافة مذاهبها على ورود الخبر وقبوله، وبلوغه رتبةُ من الشهرة تفوق حدّ التواتر المصطلح، فلا ينكره إلاّ مكابر، أو شاذ، أو جاهل بطرق العلماء والمحدّثين في تعاملهم مع الأحاديث.
وقد جمع أسماء رواة الحديث من الصحابة، مع ذكر مصادر رواياتهم، فبلغ بهم (١٦٧) شخصاً محقّق صحيفة الرضا عليه السلام في ذيل الحديث. برقم (١٠٩) ص (١٧٢ ـ ٢٢٤).
واما عن دلالة الحديث على الإمامة فقد أشبع العلماء الكلام، ومنهم شيخنا المفيد في كتبه الكلامية، وخاصة رسالته في أقسام المولى ورسالة في معنى المولى.
([١]) معروف بحديث المنزلة، اعترفَ المحدّثون بتواتره وشهرته: فالكتاني من العامّة، أورده من حديث ثلاث عشرة نفساً [وذكر أسماءهم] وقال: وقد تتبّعَ ابنُ عساكر طرقه في جُزْء فبلغ عَدَدُ الصحابة فيه نيفاً وعشرين، وفي (شرح الرسالة) للشيخ جسوس رحمه الله ما نصّه: حديث «أنْتَ منّي بمنزلة هارونَ من مُوسى» مُتواترٌ، جاء عن نيف وعشرين صحابيأ ، واستوعَبها ابن عساكر في نحو عشرين ورقة. نظم المتناثر (ص ١٩٥) رقم (٢٣٣).
وقد رواه أصحاب الصحاح والسنن: كالبخاري في صحيحه (٤ / ٢٠٨) و (٥ / ١٢٩) ومسلم في صحيحه (٢ / ٣٦٠) وأحمد في مسنده (١ / ١٧٣) ومواضع عديدة اُخر.
وقال السيّد الشريف المرتضى: إن عُلماء الاُمّة مطبقون على قبوله ... والشيعة تتواتر به، وأكثر رواة الحديث يرويه، ومن صنّف الحديث منهم أورده من جملة الصحيح، وهو ظاهر بين الاُمّة شائع، كظهور سائر ما تقطع على صحّته من الأخبار. الشافي، للمرتضى (٣ / ٨).