__________________
قال الكراجكي: قد اختُصَ هذا الخبرُ بما لم يشركه فيه سائر الأخبار، فمن ذلك أنّ الشيعة نقلته وتواترت به، وقد نقله ـ أيضاً ـ اصحاب السير نقلِ المتواترين به، يحمله خلفٌ منهم عن سلف، وضمّنه جميعهم الكتب بغير إسناد معيّن، كما فعلوا في إيراد الوقائع الظاهرة والحوادث الكائنة التي لا تحتاج في العلِم بها إلى سماع الأسانيد المتّصلة. انظر الشافي للمرتضى (٢ / ٢٦١) ولاحظ دليل النصّ بخبر الغدير، المنشور في مجلة (تراثنا) العدد ٢١ ص ٤٣٣.
وأما الزيديّة، فقد صرّحوا بتواتره:
قال الأمير الناصر الحسين بن محمّد: قد ذكر الطبريّ خبر يوم الغدير، وطرّقه من خمس وسبعين طريقأ ، وأفراد له كتاب الولاية، وذكر ابن عقدة خبره، وأفرد له كتاباً وطرّقه من مائة طريق وخمس طرق ...، ولا شك ولا إشكال في بلوغه حدّ التواتُر، وحصول العلم به، والاُمّة بين مُحتجّ به على الإمامة، ومتأوّل فيه. ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة (ص ١٩١ ـ ١٩٢) وأورده الحاكم الحسكاني من طرق في شواهد التنزيل (في سورة المائدة ذيل الآية ٦٧) وقد أفرد لجمع طرقه كتاباً قال: وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب (دعاة الهداة إلى اداء حقّ الموالاة) من تصنيفي في عشرة أجزاء، وذكره ابن طاوس الحلّي في كتبه كالاقبال والطرائف وقال: إنّه كان في اثني عشر كرّاسأ ، مجلداً. لاحظ خزانة ابن طاوس (ص ٣٥) رقم (١٩٠).
وأما الإسماعيلية:
فقد أورده القاضي النعمان بطرق ثم قال: فالخبر عن قيام رسول الله صلّى الله عليه وآله بغدير خمّ بولاية عليّ صلوات الله عليه ... وما قال في ذلك ممّا ذكره من ولايته أيضاً من مشهور الأخبار، وما رواه الخاصّ والعام، شرح الأخبار (ج! ص ١٠٥).
وأما الخوارج:
فعلى قلّة عدد المنتمين إلى مذهبهم، ممن يعتدّ بنقلهم ورأيهم، وقلّة المصادر المتوفرة من كتبهم، فإنّ السيّد المرتضى بعد أن صرّح بقوله: ما نعلم أنّ فرقةُ من فرق الاُمّة ردّتْ هذا الخبر واعتقدت بطلانه، قال: ... واما الخوارج: فما يقدرُ أحدّ على أنْ يحكي عنهم دفعاً لهذا الخبر، او امتناعاً من قبوله، وهذه كتبُهم ومقالاتُهم موجودةٌ معروفةٌ،