نظرية القضاء عند الشيخ المفيد |
|
محمد جواد الطريحي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في كتابه المجيد : (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله وَلاَ تَكُن لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً).
عندما ندرك الغاية من وجود القاعدة القانونية لتنظيم الحياة الاجتماعية ، فانه لا يكفي وجودها فحسب ، بل لا بد من فرض احترامها ، ووجوب الزامها حين تدعو الحاجة إلى التطبيق ، وهنا تكون للقضاء ـ في حياة أية أمة ـ أهمية خاصة بسبب انه يمثل الضمانة الاكيدة لتطبيق القاعدة القانونية ، فالقضاء يمثل القانون على كماله حينما يُبرز أهم خصائص القاعدة القانونية وهي صفة الالزام.
ولمّا كانت الشريعة الاسلامية قد جاءت لتهذب من طبيعة الانسان ، وتحدّ من انانيته ، وتجعل منه عضواً نافعاً في المجتمع ، لذلك فقد كانت الاحكام ملزمة رادعة تقوم بفرضها سلطة مختصة كانت في غضون صدر الاسلام غير مستقلة عن شخصية السلطة الزمنية المتمثلة اساساً في يد الرسول الاكرم محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم ثم تطورت لتعيش استقلالها في ظل