قال هشام : في وقت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم او الساعة؟
قال الشامي : في وقت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والساعة من؟
فقال هشام : هذا القاعد الذي يشدّ اليه الرجال (٥٤) ويخبرنا باخبار السماء والارض ، وراثة عن أب عن جدٍّ.
قال الشامي : فكيف لي ان اعلم ذلك؟
قال هشام : سله عمّا بدا لك.
قال الشامي : قطعت عذري فعليَّ السؤال.
فقال أبو عبدالله عليه السلام : «يا شامي; اخبرك كيف كان سفرك وكيف كان طريقك؟ كان كذا وكذا».
فأقبل الشامي يقول : صدقت ، اسلمت لله الساعة.
فقال أبو عبدالله عليه السلام : «بل آمنت بالله الساعة ، إنّ الاسلام قبل الايمان وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والايمان عليه يثابون».
فقال الشامي : صدقت ، فانا الساعة أشهد ان لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأنّك وصيّ الأَوصياء.
وقبل ان نكمل قراءة الحديث نقف عند بابه رويداً ونقتبس منه اموراً :
١ ـ إنّ الإمام يحترم هشام بن الحكم ـ ذاك الشاب ـ احتراماً كبيراً ، وهذا يدلّ على انّ عند العترة الطاهرة قيمة العلم اكبر من قيمة السنّ ، والعالم الشاب افضل من الشيخ غير العالم ، ونقل الراوي خصوص مناظرة هشام بن الحكم يدلّ على الجوّ الحاكم على تلك القضية حيث كانت الانظار متوجهة نحو هشام ابن الحكم فحسب.
٢ ـ إنّ الرواية تتضمن مناظرة كاملة مشتملة على السؤال والجواب ،
__________________
(٥٤) كناية عن اتيان الناس اليه من كل فج واقبالهم عليه في مواسم الحج. والرحل ما يستصحبه المسافر من الاثاث.