فقال الشامي : بل ربّي أنظر لخلقه.
قال : ففعل بنظره لهم ماذا؟
قال : اقام لهم حجّةً ودليلاً كيلا يتشتتوا أو يختلفوا ، بتألّفهم ويقيم أودهم (٥٣) ويخبرهم بفرض ربّهم.
قال : فمن هو؟
قال : رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
قال هشام : فبعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟
قال : الكتاب والسنة.
قال هشام : فهل نفعنا الكتاب والسنّة في رفع الاختلاف عنّا؟
قال الشامي : نعم.
قال : فلم اختلفنا انا وانت وصرت الينا من الشام في مخالفتنا ايّاك.
قال : فسكت الشامي.
فقال أبو عبدالله عليه السلام للشامي : «ما لك لا تتكلّم؟!».
قال الشامي : ان قلت : لم تختلف كذبت ، وان قلت : إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف ابطلت ، لانّهما يحتملان الوجوه ، وان قلت : قد اختلفنا وكلّ واحد منّا يدعي الحق فلم ينفعنا اذن الكتاب والسنّة إلاّ انّ لي عليه هذه الحجّة.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «سله تجده مَليّاً».
فقال الشامي : يا هذا! من انظر للخلق أربّهم أو انفسهم؟
فقال هشام : ربّهم انظر لهم منهم لانفسهم.
فقال الشامي : فهل اقام لهم من يجمع لهم كلمتهم ويقيم اودهم ويخبرهم بحقّهم من باطلهم؟
__________________
(٥٣) أودهم : أي اعوجاجهم.