فقال : «هشام (٥٠) وربّ الكعبة».
قال : فظننّا أنّ هشاماً رجلٌ من ولد عقيل ـ كان شديد المحبة له ـ قال : فورد هشام بن الحكم وهو اوّل ما اختطت لحيته ، وليس فينا الاّ من هو اكبر سنّاً منه.
قال : فوسّع له أبو عبد الله عليه السلام وقال : «ناصرنا بقلبه ولسانه ويده».
ثم قال : «يا حمران ، كلّم الرجل» فكلّمه فظهر عليه حمران.
ثم قال : «يا طاقي ، كلّمه» ، فكلّمه فظهر عليه الاحول.
ثم قال : «يا هشام بن سالم كلّمه» ، فتعارفا (٥١).
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لقيس الماصر : «كلّمه» فكلّمه.
فأقبل أبو عبد الله عليه السلام يضحك من كلامهما ممّا قد اصاب الشامي ، فقال للشامي : «كلّم هذا الغلام».
يعني هشام بن الحكم.
فقال : نعم ، فقال لهشام : سلني في امامة هذا.
فغضب هشام (٥٢) حتى ارتعد ثم قال للشامي : يا هذا أربّك أنظر لخلقه أم خلقه لانفسهم؟
__________________
(٥٠) يعني هذا الراكب هشام ، فظننا انّ هشام رجلّ اي ظناّ أنّه يريد بقوله : هشام ، ذاك الرجل «الوافي».
(٥١) فتعارفا : في اكثر النسخ بالعين والراء المهملتين والفاء اي تكلّما بما عرف كل منهما صاحبه وكلامه بلا غلبة لاحدهما على الاخر ، وفي بعضها بالواو والقاف «تعاوقا» اي وقعا في العرق كناية عن طول المناظرة «مرآة العقول».
(٥٢) كأنّه أساء الأدب في إشارته إلى الإمام عليه السلام ، أو استهزأ بهشام ولهذا غضب.
أقول : لعلّ استهزاؤه بهشام من جهة خطابه بالغلام ، فإنّ تعبير الإمام عن هشام بالغلام غير خطاب الرجل الشامي بذلك.
ومن جهة أُخرى : جعل الشامي هشاماً سائلاً يدلّ على عدم اعتنائه به ، فإنّ موضع السائل في المناظرة أشدّ استحكاماً من موضع المجيب ، فكأنّ الشامي يقول : إنّي أغلبك وإنْ كنت في الموضع المستحكم.