قال : من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ومن عندي.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «فانت اذاً شريك رسول الله»؟!
قال : لا.
قال : «فسمعت الوحي عن الله عزّ وجلّ يخبرك»؟
قال : لا.
قال : «فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم»؟
قال : لا.
فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إليّ فقال : يا يونس بن يعقوب ; هذا قد خصم نفسه قبل ان يتكلم ، ثم قال : يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلّمته».
قال يونس : فيالها من حسرة ، فقلت : جعلت فداك إنّي سمعتك تنهى عن الكلام وتقول : ويل لأصحاب الكلام ...
وهنا كلام للإمام عليه السلام سنتحدث عنه لاحقاً.
ثم قال لي : «اخرج الى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله».
قال : فادخلت حمران بن اعين ـ وكان يحسن الكلام ـ وادخلت الأحول (٤٧) ـ وكان يحسن الكلام ـ وادخلت هشام بن سالم ـ وكان يحسن الكلام ـ وادخلت قيس بن الماصر ـ وكان عندي احسنهم كلاماً ، وكان قد تعلّم الكلام من عليّ بن الحسين عليهما السلام ـ.
فلمّا استقّر بنا المجلس ـ وكان أبو عبد الله عليه السلام قبل الحج يستقر ايّاماً في جبل في طرف الحرم في فازة (٤٨) له مضروبة ـ قال : فاخرج أبو عبد الله عليه السلام رأسه من فازته فاذا هو ببعير يخبّ (٤٩).
__________________
(٤٧) هو أبو جعفر الأحول محمد بن النعمان المعروف بمؤمن الطاق والطاقي.
(٤٨) الفازة : الخيمة الصغيرة.
(٤٩) الخَبَب : ضرب من العدو.