يقال لمن يتزوّج تلك الربيبة : إنّه صهر لذلك الرجل.
ومن هنا يتّضح لنا الوجه فيما نسب إلى أمير المؤمنين عليه السلام : من أنّه قد قرَّر لعثمان ، أنّ نسبته إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أكثر من نسبة سلفَيه أبي بكر وعمر إليه. حيث قال له فيما روي :
«وقد نلت من صهره ما لم ينالا» (٨٦).
ولكن يبقى البحث حول أنّ ذلك الصهر على البنتين الربيبتين ، هل قام بواجبه تجاه ذلك الرجل الذي أكرمه بتزويج ربيبته له ، وتجاه نفس تينك البنتين ، فذلك يحتاج إلى مراجعة حياته وسيرته معهما ، وما جرى له مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين وفاتهما ، فراجع كتاب «الصحيح من سيرة النبيّ الأَعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم» أوّل الجزء الرابع وآخره ، لتقف على بعض ما قيل في ذلك.
سرّ تزويج رقيّة لعثمان :
وإذا كان عثمان قد تزوّج رقية ربيبة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في الإسلام; فإنّ ما يلفت نظرنا هو أنّهم يذكرون : أنّ رقيّة كانت ذات جمال رائع (٨٧).
وقد قال البعض : إنّ عثمان «تعاهد مع أبي بكر : لو زوَّج منّي رقيّة لأسلمت» وذلك بعد أن بشّرته كاهنة بنبوّة رسول الله صلّى الله عليه وآله
__________________
(٨٦) نهج البلاغة ٢ / ٨٥ ، وأنساب الأشراف ٥ / ٦٠ ، والعقد الفريد ٣ / ٣٧٦ ط الاستقامة ، والجمل : ١٠٠ عن المدائني ، الغدير ٩ / ٧٤ عن بعض من تقدّم ، وعن الكامل في التاريخ ٣ / ٦٣ ، وعن البداية والنهاية ٧ / ١٦٨.
(٨٧) راجع : ذخائر العقبى : ١٦٢ ، والمواهب اللدنيّة ١ / ١٩٧ ، التبيين في أنساب القرشيّين : ٨٩ ، نور الأبصار : ٤٤.