وسلّم (٨٨).
ومعنى ذلك هو أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد زوّج عثمان برقيّة تألّفاً له على الإسلام.
وقد روي أنّه لَمّا طلب سعد بن معاذ من عليٍّ أن يخطب فاطمة قال في جملة ما قال : «... وما أنا بالكافر الذي يترفّق بها عن دينه ـ يعني يتألَّفه ـ إنّي لأَوّل من أسلم» (٨٩).
وقال عليه السلام في جواب أسماء بنت عميس ، حينما اقترحت عليه الزواج بفاطمة عليها السلام : «ما لي صفراء ، ولا بيضاء ، ولست بمأبور ـ يعني غير الصحيح في الدين ـ ولا المتّهم في الإسلام» (٩٠).
فلعلّ هذا الكلام قد جاء تعريضاً بعثمان ، الذي زوّجه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم لكي يجره إلى قبول هذا الدين ، وفقاً للنصّ المتقدّم. لا سيما وأنّ أبا العاص ـ زوج زينب ـ كان لا يزال على شركه حتى عام الحديبية ، وهو : إنّما تزوج زينب في الجاهلية (٩١).
وقد تقدّم قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليٍّ : هي لك يا عليّ ، لست بدجّال.
وقد حاول البزّاز وابن سعد جعل التاء في (لست) مضمومة ، قال ابن سعد : «وذلك أنّه كان قد وعد عليّاً بها قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر» (٩٢).
__________________
(٨٨) مناقب آل أبي طالب ١ / ٢٢.
(٨٩) مجمع الزوائد ٩ / ٢٠٧ ، والمصنف للصنعاني ٥ / ٤٨٦ ، والمناقب للخوارزمي : ٢٤٣ ، وثمَة مصادر كثيرة ذكرناها في كتابنا الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم ٤ / ٢٦ و ٢٧ ، حين الكلام حول زواج عليّ بفاطمة عليهما السلام.
(٩٠) السيرة الحلبية ١ / ٢٠٧ ، والمصنّف للصنعاني ٥ / ٤٨٦ ، والنهاية في اللغة ١ / ١٤.
(٩١) الطبقات الكبرى ٨ / ٣٠ و ٣١ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٢٤٦.
(٩٢) طبقات ابن سعد ٨ / ١٢ طبعة ليدن ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢٠٤.