تحذير :
ربما يحاول البعض أن يدعي : أن الحارث ابن أبي هالة ، الذي يقال : إنه أول شهيد في الاسلام كان ابناً لخديجة من أبي هالة ، وذلك يدل على تزويجها رحمها الله برجل غير النبي صلى الله عليه وآله وسلّم.
ونقول :
١ ـ لم يثبت لدينا ان الحارث هذا قد كان ابناً لخديجة لان الظاهر : أن نسبته لخديجة ليس لها ما يثبتها سوى دعواهم أن خديجة قد تزوجت بأبي هالة ، وهذا هو أول الكلام ، وهو موضع الإشكال.
٢ ـ دعواهم : أن الحارث هذا هو أول شهيد في الاسلام ـ والمدعي لذلك هو الشرقي ابن القطامي ـ يعارضها :
الف ـ قول ابن عباس : «فقتل أبو عمار ، وأم عمار ، وهما أول قتيلين قتلا من المسلمين» (٨٢).
ب ـ ما روي بسند صحيح ، من أن أول شهيد في الاسلام هو سمية رحمها الله (٨٣) وكذا روي عن مجاهد أيضاً (٨٤).
ودعوى : أن سمية كانت هي أول من استشهد من النساء ، والحارث كان أول من استشهد من الرجال.
ليس لها ما يبررها ما دام أن كلمة «شهيد» ، تطلق على الرجل والمرأة على حد سواء ، مثل قتيل وجريح ، ولأجل ذلك نجد أبا هلال العسكري قد جعل القول : بأن سمية أول شهيد ، في مقابل قول الشرقي ابن القطامي في
__________________
(٨٢) صفين للمنقري ص ٣٢٥.
(٨٣) الاصابة ج ٤ ٣٣٥ ، وطبقات ابن سعد ط ليدن ج ٨ ص ١٩٣.
(٨٤) الاستيعاب (بهامش الاصابة) ج ٤ ص ٣٣١ ، والاوائل ج ١ ص ٣١٢.