الأخبار على انه لم يبق من أشراف قريش ، ومن ساداتهم ، وذوي النجدة منهم الا من خطب خديجة ، ورام تزويجها; فامتنعت على جميعهم من ذلك.
فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم غضب عليها نساء قريش ، وهجرنها ، وقلن لها :
خطبك أشراف قريش ، وأمراؤهم ، فلم تتزوجي احداً منهم؟ وتزوجت محمداً يتيم أبي طالب ، فقيراً ، لا مال له؟!
فكيف يجوز في نظر أهل الفهم : أن تكون خديجة يتزوجها أعرابي من تميم ، وتمتنع من سادات قريش وأشرافها على ما وصفناه؟!
ألا يعلم ذوو التمييز والنظر : أنه من أبين المحال ، وأفظع المقال (٨٠)؟!».
وثالثاً : كيف لم يعيّرها زعماء قريش ، الذين خطبوها فردّتهم ، بزواجها من أعرابي بوال على عقبيه لا قيمة له ولا شأن؟! ألم تكن هذه فرصة سانحة لهم للانتقام لأنفسهم ، من امرأة لم تكترث بهم ، ولا بزعامتهم ، ورفضت عروضهم عليها ، وتقربهم منها ، وتزلّفهم إليها؟!
ورابعاً : قال ابن شهر آشوب : «روى احمد البلاذري ، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم تزوج بها ، وكانت عذراء.
يؤكد ذلك : ما ذكر في كتابي الانوار والبدع : أن رقية وزينب كانتا ابينتي هالة أخت خديجة» (٨١).
وقد ذكرنا نحن فيما سبق شواهد أخرى كثيرة على ذلك أيضاً.
__________________
(٨٠) الاستغاثة ج ١ ص ٧٠.
(٨١) مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٥٩ ، وعنه في البحار ، ورجال المامقاني ، وقاموس الرجال.