الشواهد والادلة
وما نستند إليه في شكنا بما يدَّعيه هؤلاء بالنسبة لزواج خديجة بأحد قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، بالإضافة إلى ما تقدم نقله عن الاستغاثة ، هو ما يلي :
أولاً : اضطراب المعلومات التي يقدمها مدّعو تزوجها عليها السلام برجلين قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم.
فقد جاءت هذه المعلومات متناقضة ومتضاربة إلى حد كبير.
فهل اسم ابي هالة هو «النباش بن زرارة» ، أو «زرارة بن النباش»؟!
أو اسمه «هند» ، أو «مالك»؟!
وهل هو صحابي؟ أو غير صحابي؟!
وهل تزوجته قبل عتيق؟ أو بعده (٧٧)؟!
وبالنسبة الى «هند» الذي ولدته خديجة ، هل هو ابن هذا الزوج؟ أو ابن ذاك؟! فان كان ابن عتيق ، فهو أنثى (٧٨) ، وان كان ابن ذاك الآخر فهو ذكر.
وهذا الولد الذكر هل مات بالطاعون؟ ، أم أنه قتل مع علي أمير المؤمنين عليه السلام في حرب الجمل بالبصرة (٧٩)؟
وثانياً : قال أبو القاسم الكوفي :
«إن الإجماع من الخاص والعام ، من أهل الآنال «الآثار ظ» ، ونقلة
__________________
(٧٧) راجع : الأوائل ج ١ هامش ص ١٥٩٩.
(٧٨) راجع : الأوائل ج ١ ص ١٥٩ وقال : إن هنداً هذه قد تزوجت من صيفي بن عائذ ، فولدت محمد بن صيفي.
(٧٩) للاطلاع على الاختلافات المتقدمة راجع المصادر التالية : وقارن بين النصوص فيها : الاصابة ج ٣ ص ٦١١ و ٦١٢ ونسب قريش لمصعب الزبيري ص ٢٢ ، والسيرة الحلبية ج ١ ص ١٤٠ ، واسد الغابة ج ١ ص ١٢ / ١٣ و ٧١ ، وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٤٣١ ونقل عن البلاذري ، وغير ذلك.