الله عليه وآله وسلّم ، وطلّقها ابن أبي لهب في مكة ، ثمّ تزوّجها عثمان في المدينة بعد الهجرة بعدّة سنوات ، ثم تزوجها عثمان ، لم نجد لها ذكراً حين الهجرة إلى المدينة ، بل المؤرّخون يقتصرون على القول : بأنّ عليَّاً عليه السلام قد حمل معه الفواطم ، وأُمّ أيمن ، وجماعة من ضعفاء المؤمنين (٦٨).
وليس ثمّة أيّة إشارة إلى أُمّ كلثوم إطلاقاً ، فهل هاجرت قبل ذلك ، أو بعده؟! ومع مَن؟! ولماذا؟!
أم أنّها قد جُعلت في جملة الضعفاء؟! فلماذا إذن أُفردت عن أُختها فاطمة وعن أُمّ أيمن ، وجُعلت في جملة ضعفاء المؤمنين؟!
لا ندري!!
ولعلّ الفطن الذكي يدري!!
ثامناً : زوجة أبي العاص لم تكن بنتاً لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
وبعدما تقدّم فإنّنا بالنسبة إلى زينب زوجة أبي العاص بن الربيع نقول :
أ ـ إنّ القول في بنوّة زينب الحقيقية لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، هو نفس القول الذي تقدّم في رقيّة ، وأُمّ كلثوم. فان أكثر ما أوردناه هناك يرد هنا.
ب ـ إنّ البعض يقول : إنّ خديجة قد ولدت للنبّاش بن زرارة ثلاثة أولاد ، هم : هند ، والحرث ، وزينب (٦٩) وهذا يؤيّد ما يذهب إليه البعض من أنّ زينب كانت ربيبة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ونحن إن كنّا قد ناقشنا بصورة قويّة في أن تكون خديجة قد تزوّجت أحداً قبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لكنّ هذا النصّ يسجّل اعترافاً بأنّ زينب كانت بنتاً لأَبي هالة لا للنبي ، ولكن يبقى الكلام في أنّها هل هي بنت
__________________
(٦٨) السيرة الحلبية ٢ / ٥١ ، وسيرة المصطفى : ٢٥٩.
(٦٩) سيرة مغلطاي ١٢ ، ونهاية الأَرب ١٨ / ١٧١.