وبعض آخر يقول : إنّها قد تزوّجته قبل البعثة بثلاث سنين (٦٤).
وربما يرجِّح هذا القول الأَخير ما نقله البيهقي من أنها رحمها الله قد توفّيت وعمرها خمسون سنة على الأَصحّ (٦٥).
ويرجحه أيضاً قولهم المتقدّم : إنّها رحمها الله لم تلد في الجاهلية سوى عبد مناف.
وبذلك يتَّضح : أنّ القول بأنّها قد وَلدت رقيّة ، وأُمّ كلثوم في الجاهلية ، ثمّ كبرتا ، وتزوّجتا بأبنَي أبي لهب ، ثمّ بعثمان ، يصبح موضع شكّ وريب. ويزيد هذا الريب حتى يصل إلى درجة اليقين بكذب ذلك ، بملاحظة سائر الدلائل والشواهد التي أوردناها ونوردها في هذا البحث.
سادساً : الدولابي ماذا يقول :
أمّا الدولابي ، فيقول : إنّ عثمان قد تزوّج رقيّة في الجاهلية (٦٦). ويظهر من الديار بكري : أنّه جازم بذلك (٦٧).
ومعنى ذلك : أنّ ما يذكرونه من زواج بنتَي رسول الله بابنَي أبي لهب لا يصحّ ، إذا لوحظ ما يذكرونه من سبب طلاقهما إيّاهما.
سابعاً : هجرة الفواطم!! :
وممّا يزيد الأَمر وضوحاً : أنّ أُمّ كلثوم التي يُدّعى أنّها بنت النبيّ صلّى
__________________ ـ
(٦٤) راجع : سيرة مغلطاي : ١٢ عن ابن جريج ، وكذا في مجمع الزوائد ٩ / ٢١٩ ، والأوائل ج ١ / ١٦١.
(٦٥) دلائل النبوّة للبيهقي ـ ط دار الكتب العلمية ٢ / ٧١.
(٦٦) راجع : تاريخ الخميس ١ / ٢٧٥ ، والمواهب اللدنّية ١ / ١٩٧ ، وذخائر العقبى : ١٦٢ ، إسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار) : ٨٣.
(٦٧) تاريخ الخميس ١ / ٤٠٦.