وممّا يدلّ على أنّ خطبة أبي بكر وعمر لها قد كانت بعد الهجرة : قولهم :
خطب أبو بكر فاطمة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : هي لك يا عليّ لست بدجّال (٦٠).
حيث إنّه ظاهر في أنّ تزويجها لعليٍّ ، قد أعقب خطبة أبي بكر وعمر لها ، ومن دون فصل.
خامساً : متى تزوّجت خديجة برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟! :
ثم إنّ ما ذكروه من تزوّج رقيّة وأُمّ كلثوم بابنَي أبي لهب يتوقّف على أن تكون خديجة قد تزوّجت برسول الله في وقت مبكِّر قبل البعثة.
ونحن وإن كنا نجدهم يروون : أنّها رحمها الله قد تزوّجت بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل البعثة بخمس عشرة سنة ، أو ستّ عشرة ، أو حتى عشرين سنة ، كما في بعض الأَقوال الشاذّة (٦١).
إلاّ أنّنا نجد أقوالاً أُخرى تفيد : أنّها رحمها الله قد تزوّجت برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل البعثة بعشر سنين (٦٢).
وقال البعض : تزوّجته قبل البعثة بخمس سنين (٦٣).
__________________
(٦٠) طبقات ابن سعد ـ ط ليدن ٨ / ١٢ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢٠٤ عن البزّار ، واللآلي المصنوعة ١ / ٣٦٥ عن العقيلي والطيراني ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات إلاّ أنّ أبا القيس لم يسمع من النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولنا كلام مطول مع المنتقدين للرواية فراجع الصحيح من سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ٤ / ٣٠ فما بعدها.
(٦١) راجع هذه الأقوال ، كلاّ او بعضاً في : تاريخ الخميس ١ / ٢٦٤ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢١٩ ، ومختصر تاريخ دمشق ٢ / ٢٧٥ ، والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ٤
(٦٢) راجع : الروض الأُنف ١ / ٢١٦ ، والمواهب اللدنّية ١ / ٣٨ و ٢٠٢ ، وسيرة مغلطاي : ١٢ ، ومختصر تاريخ دمشق ٢ / ٢٧٥.
(٦٣) الأوائل ١ / ١٦١.