حيث إنّها هي السورة الرابعة عشرة بحسب ترتيب نزول السور الوارد في رواية ابن عبّاس (٤١).
والمستفاد هنا : أنّ رقيّة وأُمّ كلثوم قد وُلدتا بعد موت القاسم ، وعبد الله أي بعد البعثة بسنوات أيضاً ، فكيف تكونان قد تزوّجتا أبناء أبي لهب في الجاهلية ، ثمّ تزوجت رقيّة عثمان ، وهاجرت إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة ، وحملت وأسقطت علقة في السفينة؟!
الرواية المتقدّمة بطريقة أُخرى :
وعن ابن عبّاس قال :
ولدت خديجة من النبيّ : عبدالله بن محمد. ثمّ أبطأ عليه الولد من بعده ، فبينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يكلِّم رجلاً ، والعاص بن وائل ينظر إليه ، إذ قال له رجل : من هذا؟ قال : هذا الأَبتر ـ يعني النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وكانت قريش إذا ولد الرجل ثمّ أبطأ عليه الولد من بعده قالوا : هذا الأَبتر.
فأنزل الله : (إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) إنّ مبغضك هو الأَبتر الذي بتر من كلّ خير.
ثمّ ولدت له زينب ، ثمّ ولدت له رقيّة ، ثمّ ولدت له القاسم ، ثمّ ولدت الطاهر ، ثمّ ولدت المطهر ، ثمّ ولدت الطيِّب ، ثمّ ولدت المطيَّب ، ثمّ ولدت أُمّ كلثوم ، ثمّ ولدت فاطمة ، وكانت أصغرهم (٤٢).
وهذه الرواية تفيد : أنّ نزول سورة الكوثر قد كان قبل ولادة جميع أبنائه صلّى الله عليه وآله وسلّم ما عدا عبد الله الذي كانت ولادته في الإسلام عند جُلّ
__________________
(٤١) الإتقان ١ / ١٠ ، والبرهان للزركشي ١ / ١٩٣.
(٤٢) مختصر تاريخ دمشق ٢ / ٢٦٣ و ٢٦٤ ، الدرّ المنثور ٦ / ٤٠٤ ، والسيرة الحلبية ٣ / ٣٠٨.