شواهد على أنّ القاسم مات بعد النبوّة :
فإذا كان القاسم قد مات صغيراً ، فلننظر متى وُلد القاسم على وجه التقريب ، فقد جاء في مسند الفريابي ما يدلّ على أنّه وُلد في الإسلام (٣٧) ويدلّ على ذلك الروايتان التاليتان :
أ ـ ما روي من أنّه لمّا توفّي القاسم كان له أربع سنين ، ثمّ توفّي عبد الله ابن رسول الله بعده بشهر ، ولم يُفطم.
فقالت خديجة : يا رسول الله ، لو بقي حتى أفطمه.
قال : فإنّ فطامه في الجنّة (٣٨).
ب ـ وقع في مسند الفريابي : أنّ خديجة دخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد موت القاسم ، وهي تبكي ، فقالت : يا رسول الله! درّت لبينة القاسم ، فلو عاش حتى يستكمل رضاعه لهوّن عليّ.
فقال : إنّ له مرضعاً في الجنّة تستكمل رضاعه.
فقالت : لو أعلم ذلك لهّون عليّ.
فقال : إن شئت أسمعتك صوته في الجنّة.
فقالت : بل أُصدِّق الله ورسولَه (٣٩).
قال السهيلي : وهذا الحديث يدلّ على أنّ القاسم لم يهلك في الجاهلية (٤٠).
وخلاصة الأَمر : إنّ سورة الكوثر قد نزلت بعد عدّة سنوات من البعثة ،
__________________ ـ
(٣٧)
(٣٨) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٢.
(٣٩) الروض الانف ١ / ٢١٤.
(٤٠) الروض الانف ١ / ٢١٥.