توفّي القاسم ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكة ; فمرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو آت من جنازته على العاص بن وائل وابنه عمرو; فقال حين رأى رسول الله : إنّي لأَشنؤه.
فقال العاص بن وائل : لا جرم لقد أصبح أبتر.
فأنزل الله : (إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) (١٧).
ورواية أُخرى تقول : وُلد لرسول الله صلاى الله عليه وآله وسلّمّ لقاسم ، ثمّ زينب ، ثمّ عبد الله ، ثمّ أُمّ كلثوم ، ثمّ فاطمة ، ثمّ رقية. فمات القاسم أوّلاً ، ثمّ مات عبد الله. فقال العاص : قد انقطع نسله ، فهو أبتر ; فنزلت الآية (١٨).
وروى البعض : أنّ الآية نزلت في عمرو بن العاص ، لا في العاص نفسه (١٩).
ورواية السدي وابن عباس : أنّ الآية نزلت حين قال العاص بعد موت ابن لرسول الله ، وحسب تعبير آخر : بعد موت ولد رسول الله (٢٠).
وقيل : نزلت في عقبة بن أبي معيط ، لأَجل ذلك (٢١).
أو في أبي ، لذلك أيضاً (٢٢).
__________________
(١٧) الدرّ المنثور ٦ / ٤٠٤.
(١٨) راجع : الوفاء : ٦٥٥ ، ومختصر تاريخ دمشق ٢ / ٢٦٢ ، والدرّ المنثور ٦ / ٤٠٤ ، والطبقات الكبرى لابن سعد ١ / ١٣٣ ، وفتح القدير ٥ / ٥٠٤ ، ونهاية الأرب ١٨ / ٢٠٨.
(١٩) دلائل النبوّة للبيهقي ٢ / ٦٩ و ٧٠.
(٢٠) راجع : الدرّ المنثور ٦ / ٤٠٣ و ٤٠٤ عن ابن سعد ، وابن عساكر ، وابن أبي حاتم ، ولباب التأويل ٤ / ٤١٧ ، والجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ٢٢٢ ، لكنّه ذكر أنّ الولد هو عبد الله ، وكذا في التفسير الكبير ٣ / ١٣٢.
(٢١) الدرّ المنثور ٦ / ٤٠٤ عن ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، وفتح القدير ٥ / ٥٠٣ ، والبحر المحيط ٨ / ٨٢٠ ، وتفسير القرآن العظيم ٤ / ٥٥٩ ، والجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ٢٢٣ ، والتفسير الكبير ٣٢ / ١٣٣.
(٢٢) السيرة الحلبية ٣ / ٣٠٨ ، وتفسير القرآن العظيم ٤ / ٥٥٩ ، والتفسير الكبير ٣٢ / ١٣٣.