فطلّقاهما قبل الدخول ، فتزوّجت رقيّة بعثمان بن عفّان ، وهاجرة معه إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة ، وكانت حاملاّ ; فأسقطت علقة في السفينة ـ كما ذكره البعض (٦) ـ ثمّ رجعت معه إلى المدينة ، وماتت هناك.
وثمّة أقاويل وتفاصيل أُخرى لا حاجة لإيرادها ، وهي الأُخرى موضع شكٍّ وريب ، ونكتفي هاهنا بما ذكر.
ونقول :
الأَدلّة والشواهد :
إنّ لدينا من الأَدلّة والشواهد ما يكفي للحكم بعدم صحّة هذه المزاعم ، ونذكر منها الدلائل التالية :
أوّلاً : بنات النبيّ وُلدن في الإسلام :
قال المقدسي : «عن سعيد بن أبي عروة ، عن قتادة ، قال :
ولدت خديجة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : عبد مناف في الجاهلية.
وولدت له في الإسلام غلامين وأربع بنات : القاسم ، وبه كان يكنّى : أبا القاسم ; فعاش حتى مشى ثم مات. وعبدالله مات صغيراً. وأمّ كلثوم. وزينب. ورقيّة. وفاطمة» (٧).
وقال القسطلاني والدياربكري : «وقيل : وُلد له قبل المبعث ولد يقال له : عب مناف ; فيكونون على هذا اثني عشر. وكلّهم سوى هذا وُلدوا في الإسلام بعد المبعث» (٨).
__________________ ـ
(٦) راجع فيما تقدّم : البدء والتاريخ ٥ / ١٧ ، وراجع الإصابة ٤ / ٤٩٠ و ٣٠٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٩٨ ، ونهاية الأرب ١٨ / ٢١٢ و ٢١٤.
(٧) البدء والتاريخ ٤ / ١٣٩ و ٥ / ١٦.
(٨) المواهب اللدنّية ١ / ١٩٦ ، وتاريخ الخميس ١ / ٢٧٢.