يبنِ بها عثمان (٤).
والخلاصة : أنّ زينب لم تتزوّج عثمان قطعاً.
ونظير ما وقع من الاشتباه هنا ما قاله البعض ، وهو يتحدث عن بنات النبي : «... واُمّ كلثوم خرجت إلى أبي العاص بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس ، وزينب خرجت إلى عثمان أيضاً» (٥).
مع أنّ العكس هو الصحيح ، فإنّ زينب تزوّجها أبو العاص ، وأُمّ كلثوم تزوّجها عثمان كما هو معلوم.
ماذا عن بنات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ :
وأمّا بالنسبة لكون زينب ، ورقيّة ، وأُمّ كلثوم ، اللواتي كبرن ، وتزوّجن أبا العاص بن الربيع ، وعثمان بن عفّان ، فإنّنا نقول :
إنّهنّ لسن بنات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على الحقيقة. وتوضيح ذلك يحتاج إلى بسط في القول ، في حدود ما يسمح لنا به المجال والوقت ، شرط أن لا نرهق القارىء بالنصوص الكثيرة والمتشعّبة ، بل نكتفي بالقول السديد ، وبالمختصر المفيد ، إن شاء الله تعالى.
فنقول :
رُقيّة وأُمّ كلثوم في عصمة ابنَي أبي لهب :
إنّهم يقولون : إنّ رُقيّة وأُمّ كلثوم كانتا قد تزوَّجتا في الجاهلية بابنَي أبي لهب ، فلمّا بُعث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ونزل قوله تعالى : (تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَب وَتَبَّ) أمر أبو لهب ولديه بطلاقهما ، وكذلك فعلت زوجته حمّالة الحطب ; محتجّة لذلك بأنّهما قد صبتا إلى دين أبيهما.
__________________
(٤) راجع هذا القول في : تنقيح المقال ٣ / ٧٣ و ٧٤ عن قرب الإسناد ، وقاموس الرجال ١٠ / ٤٠٦.
(٥) المجدي في أنساب الطالبيين : ٧.