وقد صرّح الزبير بن بكّار وغيره بأنّ : عبدالله ، ثمّ أُمّ كلثوم ، ثمّ فاطمة ، ثمّ رقيّة ، كلّهم وُلدوا بعد الإسلام (٩).
وقال السهيلي أيضاً : «كلّهم وُلدوا بعد النبوّة» (١٠).
فإذا كانت رقيّة قد وُلدت بعد المبعث ، كما يقوله هؤلاء ، فكيف يصحّ أن يقال : إنّها تزوّجت في الجاهلية بابن أبي لهب ، فلّما جاء الإسلام أسلمت ، فطلّقها زوجها ، فتزوّجها عثمان ، وحملت منه ، وأسقطت علقة في السفينة ، وهي مهاجرة إلى الحبشة ، بعد البعثة بخمس سنوات فقط؟!
وكذلك الحال بالنسبة لأُمّ كلثوم ، فإنّها إذا كانت قد وُلدت بعد المبعث ، فكيف تكون قد تزوّجت في الجاهلية ، ثمّ لمّا أسلمت بعد المبعث طلّقها زوجها قبل الهجرة إلى الحبشة؟!
ثانياً : تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَب وَتَبَّ :
لقد ذكروا : أنّ أبا لهب قد أمر ولديه بطلاق بنتَي ، بعد نزول سورة : (تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَب وَتَبَّ) ووافقته على ذلك زوجته حمّالة الحطب ; محتجّة بأنّ هاتين البنتين قد صبتا إلى دين أبيهما (١١) ، ثمّ تزوّج عثمان رقيّة وهاجر بها
__________________
(٩) راجع : نسب قريش : ٢١ ، وعنه في مجمع الزوائد ٩ / ٢١٧ ، وذخائر العقبى : ١٥٢ ، والبداية والنهاية : ٢ / ٢٩٤ ، والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ٤ / ٢٨١.
(١٠) السيرة الحلبية ٣ / ٣٠٨ ، وراجع : الروض الأنف ١ / ٢١٤ و ٢١٥.
(١١) راجع : نسب قريش لمصعب الزبيري : ٢٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٩٣ و ٢٩٨ ، وسيرة مغلطاي : ١٦ ، والثقات ٢ / ١٤٣ ، وتاريخ الخميس ١ / ٢٧٤ ، والمواهب اللدنّية ١ / ١٩٦ ، والتبيين في أنساب القرشيّين : ٨٩ ، وأُسد الغابة ٥ / ٤٥٦ و ٦١٢ ، والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ٤ / ٢٢٩ ، وأنساب الأشراف (قسم سيرة النبّي صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ٤٠٠ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢١٧ ، ومختصر تاريخ دمشق ٢ / ٢٦٣ ، ونور الأَبصار : ٤٣ ، وذخائر العقبى : ١٦٢ ، والإصابة ٤ / ٤٩٠ ، والدرّ المنثور ٦ / ٤٠٩ عن الطبراني ، والطبقات الكبرى ٨ / ٣٦ ، ٣٧ ، ونهاية الأرب ١٨ / ٢١٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٢٥١.