«وقال عند مشهد جنازته ودفنه شيخ الطائفة الطوسي : «وكان يوم وفاته يوماً لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف والموافق» (٢٨٦).
وقال النجاشي : «وصلّى عليه الشريف المرتضى (...) بميدان الأشْنَان (٢٨٧) وضاق على الناس مع كبره» (٢٨٨).
ويكفي في بيان موقف خصومه منه ، ما قاله أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت ، الخطيب البغدادي الأشعري الشافعي (٣٩٢ / ١٠٠٢ ـ ٤٦٣ / ١٠٧٢) عنه : «شيخ الرافضة والمتكلم على مذاهبهم ، صنّف كتباً كثيرة في ضلالاتهم ، والذبّ عن اعتقاداتهم ومقالاتهم ، والطعن على السلف الماضين من الصحابة والتابعين [المنحرفين عن أهل البيت عليهم السلام ، والموالين لخصومهم أبناء أُميّة] وعامة الفقهاء والمجتهدين ، [.....؟] وكان أحد أئمة الضّلال ، هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه» (٢٨٩).
وما صنعه معاصره عبيد الله بن عبد الله بن الحسين ، أبو القاسم الحفّاف ، المعروف بابن النقيب : (٣٠٥ / ٩١٧ ـ ٩١٨ ـ ٤١٥ / ١٠٢٤) ، كما قال الخطيب وغيره : «وكان شديداً في السُّنَّة ، وبلغني أنه جلس للتهنئة لمّا مات ابن المُعَلِّم شيخ الرافضة ، وقال : ما أبالي أيّ وقت مت ، بعد أنْ شاهَدْتُ مَوْت ابن
__________________
(٢٨٦) الفهرست / ١٨٧.
(٢٨٧) من اكبر ميادين بغداد يومذاك وكان الميدان الرئيسي بكرخ بغداد (بغداد قديماً وحديثاً / ٢٢٨) ثم نقل الى الكاظمية فدفن بمقابر قريش ، بالقرب من رجلي الامام الجواد ، عليه السلام ، الى جانب استاذه ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي (ح ٢٨٢ / ٨٩٨ ـ ٣٦٨ / ٩٧٩) وقبره الان معروف في وسط الرواق الشرقي من المشهد الكاظمي الشريف.
(٢٨٨) الفهرست / ١٨٧.
(٢٨٩) تاريخ بغداد ، ٣ / ٢٣١ ، وتجد صدى كلمة الخطيب هذه عند كل من الذهبي ، ميزان الاعتدال ، ٤ / ٢٦ ، ٣٠ ، ابن حجر ، لسان الميزان ، ٥ / ٣٦٨ ، الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ١ / ١١٦ ، ابن تَغْرِى بِرْدى ، النجوم الزاهرة ، ٤ / ٢٥٨.