شيطان الطاق ، سمّاه هو مؤمن الطاق (٢٣٨).
ولم يكن هذا اللقب «مؤمن الطاق» قد استقرّ له بعد عصره ، بل أنّ المعاصرين له كانوا يلقّبونه به ، فجاء عن هشام بن سالم الجواليقي نفسه (٢٣٩) وفي حديث آخر (٢٤٠) ويونس بن يعقوب (٢٤١) وأبان بن عثمان الأحمر (٢٤٢) وأبي مالك الأحمسي (٢٤٣) وشريك بن عبدالله النخعي (٢٤٤) فمن البعيد جدّاً ـ والحال هذه ـ أنْ ينبزه مثل هشام بن الحكم بهذا اللّقب الّذي لا ينبزه به إلاّ خصوم الإِمامية ـ وقابلهم أصحابه الإِمامية بلقب آخر يليق به وبكرامته ومنزلته ـ بل أن هشاماً نفسه هو الذي بدأ بمعارضتهم واختار له «مؤمن الطاق» في أحد الأقوال في سبب تلقيبه بهذا اللقب المؤمن ، وقد تقدّم.
ويضاف إلى هذا أنّي لم أجد في أحاديث الإِمامية ما يدلّ على وقوع الخصومة بين هشام ومؤمن الطاق ، بل ولا أيّ نوع من الخلاف بينه وبينه بصورة مباشرة ـ كما وجدنا ما دلّ على الخلاف بينه وبين هشام الجواليقي ـ ومثل هذا التلقيب ليس له من مبرّر ، ولا فيما إذا اشتدت الخصومة والعداء ، إلاّ عند المهاترة والتنابز بالألقاب. نعم جاء فيما ذكرته سابقاً ، عند الكلام عن الجواليقي أنّ مؤمن الطاق والميثمي تبعا الجواليقي في رأيه ، فالرّدّ عليه ردّ عليهما ، وهشام بن الحكم قد فعل ذلك.
ويضاف إلى هذا كلّه ما ذكرته عند الكلام عن سيرة هشام بن الحكم من شهادة اعدائه بخلق هشام ، وإنّه تصادق مع خارجي أباضيّ تلك الصداقة التي
__________________
(٢٣٨) لسان الميزان ، ٥ / ٣٠٠ ـ ٣٠١.
(٢٣٩) الكشي / ٢٨٢ ، البحار ، ٤٧ / ٢٦٢.
(٢٤٠) الكشي / ٢٧٥ ـ ٢٧٧ ، البحار ، ٤٧ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨.
(٢٤١) الكشي / ٢٧١.
(٢٤٢) الاحتجاج ، ٢ / ١٤٠ ، البحار ، ٤٦ / ١٨٠.
(٢٤٣) الكشي / ١٨٦ ـ ١٨٨ ـ في ثلاثة احاديث ـ ، البحار ، ٤٧ / ٤٠٥ ـ ٤٠٦.
(٢٤٤) الاحتجاج ، ٢ / ١٤٤ ـ ١٤٨ ، البحار ، ٤٧ / ٣٩٦ ـ ٤٠٠.