كان إماماً في السُنَّة. خرّج حديثه البخاري ، ومسلم في مقدّمة صحيحه وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة. حُمِلَ من مصر إلى العراق في خلافة المُعْتَصِم العبّاسي لامتناعه عن القول بخلق القرآن ، فحُبس إلى أن مات فدفن بقيوده ، ولم يُكفَّن ولم يُصَلّى عليه.
كان كاتباً لأبي عِصْمَة فربّاه ومنه تعلّم ، ووضع كتباً كثيرة في الردّ على الجهميّة. وقالوا فيه ما قالوه في شيخيه ، ولكنّهم لم يكذّبوه صريحاً ، إلاّ الدولابي ، والأزدي ، لأنهم عَدُّوه من شهداء مِحْنَتهِم (٢٢٠).
وراجع النصَّ على أنّهما تبعا مقاتلاً في التشبيه والتجسيم ، هما وداود الجواربي ـ الآتي ـ (الملل والنحل ١ / ١٨٧ ، تلبيس إبليس : ٨٦ ، شرح ابن أبي الحديد ٣ / ٢٢٤).
٢ ـ أبو المُثَنَّى مُعاذ بن مُعاذ العَنْبَري ، البَصْرِي ، قاضي البصرة (١١٩ / ٧٣٧ ـ ١٩٦ / ٨١٢) من أعلام المحدّثين ، اتّفقوا على توثيقه وتخريج حديثه ، منهم أصحاب الكتب الستَّة وغيرهم (٢٢١).
قال بعض الرّواة : سألت معاذاً العنبري ، فقلت : أَلَهُ وجهٌ؟ فقال : نعم! حتّى عددت جميع الاعضاء من أنف ، وفم ، وصدر ، وبطن ، واستَحْيَيْتُ أنْ أذكر الفَرْج ، فأومأت بيدي إلى فَرْجي؟ فقال : نعم! فقلتُ : أذكر أم أُنثى؟ فقال : ذكَر! (٢٢٢).
ودخل انسان على معاذ بن معاذ قاضي البصرة يوم عيد ، وبين يديه لحم في طبيخ سِكْبَاج ، فسأله عن الباري تعالى في جملة ما سأله ، فقال : هو ، والله ،
__________________
(٢٢٠) تاريخ بغداد ، ١٣ / ٣٠٦ ـ ٣١٤ ، ميزان الاعتدال ، ٤ / ٢٦٧ ـ ٢٧٠ ، تهذيب التهذيب ، ١٠ / ٤٥٨ ـ ٤٦٣ ، ومصادر اخرى.
(٢٢١) تهذيب التهذيب ، ١٠ / ١٩٤ ـ ١٩٥ ، تقريب التهذيب ، ٢ / ٢٧٥ ، تاريخ بغداد ، ١٣ / ١٣١ ـ ١٣٤.
(٢٢٢) ابن أبي الحديد ، ٣ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥.