أهل العلم يُحدِّثون به [خوفاً من الاتّهام]» (٢١٠).
وحكى ابن قيّم الجوزية ، تلميذ ابن تيميّة الشهير ، عن القاضي أبي يعلى الحنبلي أنَّه قال : صنّف المَرْوزي كتاباً في فضيلة ، النبي ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وذكر فيه إقعاده على العرش ، وذكر القاضي أنّه قول جماعة [وعدَّهم سبعة وعشرين وذكر أسماءهم] وأضاف ابن القيّم : «وهو قول ابن جرير الطبري ، وإمام هؤلاء كلّهم مجاهد إمام التفسير ، وهو قول أبي الحسن الدارقطني ...» (٢١١).
والمروزي هو : أحمد بن محمد بن الحجّاج ، أبو بكر المَرْوَذي (المَرْوَرُوِذي) البغدادي (ح ٢٠٠ / ٨١٦ ـ ٢٧٥ / ٨٨٨). قال فيه الذهبي : الإمام ، القُدْوة ، الفقيه ، المحدِّث ، شيخ الإسلام (٢١٢) (...) وكان إماماً في السُنّة ، شديد الاتّباع ، من أجلِّ أصحاب أحمد بن حنبل والمقدَّم فيهم لوعة وفضله ولأنّه حمل عن أحمد علماً كثيراً ، وكان أحمد يأنس به ويَنْبَسِط إليه ، وهو الذي تولّى إغماض أحمد لَمّا مات وغسّله ، وروى عنه مسائل كثيرة ، وأسند عنه أحاديث صالحة ; كما قالوا في ترجمته (٢١٣).
وقد وقعت بسبب هذا القول وكتاب المروذي فيه فتنة دامية ببغداد ، كما
__________________
(٢١٠) القرطبي ، أحكام القرآن ، ١٠ / ٣١١ ، أبو حيان ، البحر المحيط ، ٦ / ٧٢ ، القسطلاني المواهب اللدُنّية ، ٢ / ٤١١ ، الزُّرقاني ، شرح المواهب ، ٨ / ٣٦٨ ، الشوكاني ، فتح القدير ، ٣ / ٢٥٢ ، الآلوسي ، روح المعاني ، ١٥ / ١٤٢.
(٢١١) ابن القيمّ ، بدائع الفوائد ، ٤ / ٣٩ ـ ٤٠ ، وذكر الخلاّل كتاب استاذه المروذي في السُّنَّة ، ١ / ٢٧ = ٢٤٩ وذكر بعده ومن وافقوه فيه ـ ١ / ٢١٧ ـ ٢١٨ ، ٢٦٦ ـ ٢٦٧.
(٢١٢) سير أعلام النبلاء ، ١٣ / ١٧٣ ، ١٧٥.
(٢١٣) تاريخ بغداد ، ٤ / ٤٢٣ ـ ٤٢٥ ، المنتظم ، ٥ ـ ٢ / ٩٤ ـ ٩٥ ، طبقات الحنابلة ، ١ / ٥٦ ـ ٦٣ ، المنهج الاحمد ، ١ / ١٧٢ ـ ١٧٤ تاريخ الاسلام ، ٢٦١ ـ ٢٨٠ / ٢٧٣ ـ ٢٧٥ ، سير أعلام النبلاء ، ١٣ / ١٧٣ ـ ١٧٦ ، العبر ، ٢ / ٥٤ ، ابن كثير ، ١١ / ٥٤ ، شذرات الذهب ، ٢ / ١٦٦ ، ابن الاثير ، ٧ / ٤٣٥ ، مرآة الجنان ، ٢ / ١٨٩ ، الوافي بالوفيات ، ١٠ / ٣٩٣.