لَيَئِطُّ به أَطِيطَ الرَّحْلِ الجديد بالراكب ، إذا ركبه مَنْ يُثْقِله» (٢٠٣) «وإنّه ليقعد عليه مايفضل منه إلاّ قدر أربع أصابع» (٢٠٤) وإنّ هذا الموضع الذي يفضل ـ قدر أربع اصابع ـ قد أعدّه الله سبحانه وأخلاه لمحمد ، صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ليُجْلِسَه عليه يوم القيامة (٢٠٥) وذلك تفسير قوله تعالى : (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) (٢٠٦) (٢٠٧).
وقد دافع ابن جرير عن صحّة هذا التفسير ، وعن الجلوس دفاعاً حارّاً (٢٠٨) كما قد دافع عنه الخلاّل دفاعاً أقوى من ابن جرير بكثير ، في كتابه (٢٠٩) وقد رواه عن عبد الله بن سلام ومجاهد ، وأتبعه بمنامات وحكايات ، وأقوال محدِّثين ، وأنّ من أنكره جهمّي ، ثنويّ ، كافر ، زنديق ، يجب قتله!
وحكى أبو بكر النقّاش ، عن أبي داود السجستاني ، سليمان بن الأشعث (٢٠٢ / ٨١٧ ـ ٢٧٥ / ٨٨٩) صاحب السنن الشهيرة ، أنّه قال : «من أنكر هذا الحديث [حديث الجلوس] فهو عندنا مُتَّهم [بالردّة والخروج عن الدين] فما زال
__________________
(٢٠٣) أبو داود ، السنن ، ٤ / ٢٣٢ ، التوحيد وإثبات صفات الرب / ١٠٣ ـ ١٠٤ ، الشريعة / ٢٩٣ ، تفسير الطبري ، ٣ / ٨ ، الأسماء والصفات / ٤١٧ ـ ٤١٩ ، ابن أبي عاصم ، السُّنْة ، ١ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣.
(٢٠٤) الدارمي ، الردّ على بشر المريسي ٥٧٤ ـ ٥٧٦ ، عقائد السلف / ٤٣٢ ، تفسير الطبري ، ٣ / ٨ ، عون المعبود ، ١٣ / ٣٢ ـ ٣٣.
(٢٠٥) تاريخ بغداد ، ٨ / ٥٢ ، طبقات الحنابلة ، ٢ / ٦٧.
(٢٠٦) الإسراء ٧ : ٧٩.
(٢٠٧) الدارمي ، ٢ / ٢٣٣ ، ابن ابي عاصم ، السُّنَّة ، ١ / ٣٠٥ = ٦٩٥ ، الشفا ، ١ / ٢٩١ ، ابن الجوزي ، زاد المسير ، ٥ / ٧٦ ، الدر المنثور ، ١ / ٣٢٨ ، ٤ / ١٩٨ ، شرح المواهب اللّدنية ، ٨ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨.
(٢٠٨) جامع البيان ، ط بولاق ، ١٥ / ٩٩ ـ ١٠٠ ، وقال القرطبي : وعَضَد الطبري جواز ذلك بشَطَط من القول ـ احكام القرآن ، ١٠ / ٣١١.
(٢٠٩) السُّنَّة ، تح : الدكتور عطيّة الزهراني ، دار الراية ، الرياض ، ط ١ ، (١٤١٠ / ١٩٨٩) ، ١ / ٢٠٩ ـ ٢٦٩ = ٢٣٦ ـ ٣٢٨.