اسم عربيّ لمشرك لم يدخل في الإِسلام أو في سبي المسلمين ، كي يغيّر اسمه السابق غير العربيّ إلى اسم عربيّ.
ولعلّ نسبة الولاء التي يذكرها شيخ الطائفة الطوسي لهشام بن سالم : (الجُعْفي ، مولاهم) (١٤٨) إنّما ورثها هشام من أبيه سالم ، لأنّ الّذين سبوه كانوا من قبيلة جُعْفي اليمانيّة القحطانيّة ، وبهذا لا يتناقض مع ما ذكره عامّة المترجمين لهشام من أنّه كان مولى بشر بن مروان الاُّموي القرشي العدناني. فإنّ هذا يدلّ على أنّ هشاماً نفسه كان ولاؤه لبشر لأنّه الذي اشتراه ولا يدلّ على أكثر من ذلك. وهذا اللاحق فَسَخ ولاءه السابق الذي ورثه عن أبيه ، ولعل هذا هو السرّ في تناسي عامة المترجمين له ذكر ولائه السابق المنسوخ ، والاكتفاء باللاحق وحده.
ولا أدري متى اشتراه بشر ، وكم كان عمره يوم أن اشْتُري ، ولكنّ من المطمأنّ به أنّ هشاماً كان يومذاك صغيراً ، بل ولعلّه لم يكن قد بلغ الحُلم حين مات مولاه بشر سنة ٧٥ / ٦٩٤. كما أنَّ من الموثوق به أنّ هشاماً لم يكن إماميّ المذهب حينما اشتُري ، إذ من البعيد أن يبيع مواليه السابقون عبداً شيعياً لبشر ابن مروان الأُموي البعيد عن التشيع ، أقصى ما يمكن أنْ يفرض من البعد ، إن كانوا هم شيعة ، وكان بشر يتبعهم في العقيدة ، فالظاهر من هذا أنّه لم يكن شيعياً ، بل كان غير إماميّ ولاءً وعقيدة ، ولعلّه أصبح أُموي العقيدة بعد ما أصبح أُمويّ الولاء. ويبدو من آرائه التي سأذكرها فيما بعد انه كان قد اتّجه إلى سماع الحديث ، ويبدو من تلك الآراء ، وبحكم نشأته غير الإمامية انّه اتجه إلى سماع الحديث غير الإِمامي ، وقد تطبّعَتْ آراؤه وأفكاره بالأحاديث التي سمعها بحيث كان من الصعب عليه التخلّي عن هذه الآراء! ويبدو أيضاً أنّ هشام بن سالم بعد سنين طويلة من عمره ، ولعلّه عندما بلغ
__________________
(١٤٨) الرجال / ٣٢٩ اي ١٧.