الخمسين أو تجاوزه اختار مذهب الإمامية. ويشهد لهذا أنّ أول من اتّصل به من الأئمّة عليهم السلام كان الإمام الصادق عليه السلام (٨٣ / ٧٠٢ ـ ١٤٨ / ٧٦٥) ، مع أنّه أدرك عصر الإمام السجّاد (٣٨ / ٦٥٩ ـ ٩٤ / ٧١٢) وعصر الإمام الباقر (٥٧ / ٦٧٦ ـ ١١٤ / ٧٣٣) عليهما السلام ، إذ أنّا إنْ قدّرنا عمر هشام عند وفاة مولاه بشر ٧٥ / ٦٩٤ عشر سنوات ـ وفي رأيي أنّ هذا أقلّ التقادير لعمره ـ فإنّه يكون لهشام عند وفاة الإمام الباقر عليه السلام خمسون سنة. وإحجامه هذه المدّة الطويلة عن الاتّصال بإمام زمانه ، وتأخر الاتّصال إلى عصر الإمام الصادق عليه السلام ، ليس له تفسير معقول سوى إنّه لم يكن قد قال بالإمامة إلاّ في عصره عليه السلام ، فاتّصل به.
وقد طال بهشام العمر ، فعاش إلى عصر الإمام الكاظم عليه السلام (١٢٩ / ٧٤٦ ـ ١٨٣ / ٧٩٩).
١٩ ـ ما ينسب اليه من التجسيم والتشبيه :
وهشام بن سالم ثاني الهشامين ، الذي نسبوا إليهما التجسيم والتشبيه الصريحين ونحن نستعرض ما ذكروه ـ سواء الذي جاء في أحاديث الإمامية أو الذي جاء عند غيرهم :
١ ـ جاء في حديث محمد بن حكيم أنّه قال : «وصفت لأبي الحسن عليه السلام قَوْلَ هشام الجواليقي وما يقول في الشاب المُوفَّر ...» (١٤٩).
وحديث إبراهيم بن محمد الخزّاز ، ومحمد بن الحسين ، قالا : «دخلنا على أبي الحسن الرّضا عليه السلام ، فحكينا له أنّ محمداً ، صلّى الله عليه وآله [وسلّم] رأى ربّه في صورة الشابّ المُوَفّر ، في سنّ ابناء ثلاثين سنة ، وقلنا :
__________________
(١٤٩) الكافي ١ / ١٠٦ أي ٢٨٩ ، التوحيد / ٩٧ ، البحار ٣ / ٣٠٠.