(ح ١٠٥ / ٧٢٣ ـ ١٨٩ / ٨٠٥) شيخ متكلّمي الإِمامية ورائدها.
ولد بالكوفة ، ونشأ بواسط ـ وكلاهما من مدن العراق ، ولا زالت الكوفةُ عامرة ـ ثم عاد إلى الكوفة فعاش بها ، وكان له بها متجر ومتجر ببغداد ، ثمّ تحوّل إلى بغداد سنة ١٧٩ / ٧٩٦ فسكنها بصورة دائمة. لقي هشام الإِمامين الصادق والكاظم عليهما السلام ، وعاش بعد الكاظم لكنّه لم يتمكّن من لقاء الرضا عليهما السلام. قال فيه علماء الإِماميّة :
«كان ثقة في الحديث ، حسن التحيق [أي المعرفة والثبات] في مذهبه ، فقيهاً ، متكلّماً (...) حاذقاً بصناعة الكلام ، حاضرَ الجواب. ورويت عن الاَْئمّة ، الصادق ، والكاظم ، والرضا ، والجواد ، عليهم السلام مدائح له جليلة ، وأثنوا عليه ثناءً وافراً» (٤٧).
وقال شيخنا المفيد :
«وبلغ من مرتبته وعلوّه عند أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام أنّه دخل عليه بمنّى وهو غلام ، أوّل ما اختطّ عارضاه ، وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحُمْران بن أَعْيَن ، وقيس الماصر ، ويونس بن يعقوب ، وأبي جعفر الأحول [مؤمن الطاق ، وهشام بن سالم] فرفعه على جماعتهم ، وليس فيهم إلاّ من هو أكبر ستّاً منه ، فلمّا رأى أبوعبدالله عليه السّلام أنّ ذلك الفعل قد كبر على أصحابه ، قال : هو ناصرنا بقلبه ، ولسانه ، ويده» (٤٨).
وبمثله قال ابن شهرآشوب ، وأضاف :
__________________
(٤٧) المفيد، الفصول المختارة ١/٢٨، الطوسي، الفهرست /٢٠٣ ـ ٢٠٤، النجاشي /٣٠٤ ـ ٣٠٥، ابن شهرآشوب، معالم العلماء /١١٥، العلاّمة الحلّي، خلاصة الأقوال /١٧٨، وعن هؤلاء عامة من ترجم له راجع: معجم رجال الحديث ١٩/٣٣١، وهكذا وصفه «ابن» النديم (الفهرست /٢٠٣ ـ ٢٠٤).
(٤٨) الفصول المختارة، ١/٢٨، البحار، ١٠/٢٩٥ ـ ٢٩٦ راجع الحديث في الكافي، ١/١٧١ ـ ١٧٣ اي ٤٣٣/٤، وفي كثير من مصادر الحديث.