والسكّاك ، فقولهم ما حكيت عنهم ...» (٤١).
ويحكي (م. مكدرموت) عن ابن تيميّة : أنّ القول بالعدل الإِلهي قد أخذه متأخّرو الإِمامية كالمفيد [(٣٣٦ / ٩٤٨ ـ ٤١٣ / ١٠٢٢)] والموسوي [الشريف المرتضى (٩٥٥ / ٩٦٦ ـ ٤٣٦ / ١٠٤٤)] والكَرَاجِكيّ [(ح ٣٦٩ / ٩٨٠ ـ ٤٤٩ / ١٠٥٧)] ولا أثر له فيمن تقدّمهم من الإِمامية. ويأخذ عليه (مكدرموت) بأنّ الخيّاط يشير إلى وجود أقليّة اتّصلت بالمعتزلة فتأثّرت بعقائدهم ، وهكذا الأشعري يذكر مثل ذلك في مقالاته. ويمثِّل بعقائدهم ، وهكذا الأشعري يذكر مثل ذلك في مقالاته. ويمثِّل لهم (مكدرموت) بالنَّوْبختيّين الّذين كانوا في أواخر القرن الثالث [أوائل القرن العاشر الميلادي] (٤٢) ...
«كان المفيد قد ورث تراثين : الأوّل ما ورثه من متكلّمي الإِمامية الاَْوائل ، وخاصّة النوبختيّين الّذين كانوا في أواخر القرن الثالث على اتّصال بالمعتزلة ، والثاني المدرسة القميّة لأصحاب الحديث والتي كان يمثّلها ابن بابويه القمّي [الصدوق] ...» (٤٣).
ولكنّ شمس الدين الذهبي صاحب ابن تيميّة (٦٧٣ / ١٢٧٤ ـ ٧٤٨ / ١٣٤٨) يتقدّم بالزمان على ما قرّره زميله فيقول : «ومن حدود سنة ٣٧٠ [٩٨٠] إلى زماننا تصادق الرفض والاعتزال وتواخيا» (٤٤) ولكنّ ابن حجر العسقلاني لا يقرّه على هذا التحديد التأريخيّ ويقول : «ليس كما قال ، بل لم يزالا متواخِيَيْنِ من زمن المأمون [الخليفة العبّاسي (١٧٠ / ٧٨٦ ـ الخلافة ١٩٨ / ٨١٣ ـ ٢١٨ / ٨٣٣]» (٤٥).
__________________
(٤١) الانتصار والردّ على ابن الروندي الملحد /١٤.
(٤٢) نظريات علم الكلام عند الشيخ المفيد / ٢ ـ ٣.
(٤٣) المصدر /٣٩٥.
(٤٤) ميزان الاعتدال ٣/١٤٩.
(٤٥) لسان الميزان ٤/٢٤٨.