الشهير في كتبه الكلامية ، وفخر الدين الرازي ، محمد بن عمر الشافعي (٥٤٤ / ١١٥٠ ـ ٦٠٦ / ١٢١٠) الإِمام المتكلّم والمفسّر الاَْشعري الشهير ، في تفسيره الشهير وكتبه الكلاميّة. وما ذكره من التأويل ابن الجوزي ، وتقي الدين الحصني في كتابيهما اللذين تقدّم ذكرهما. فإنّ دراسة هذه التأويلات لَتقدِّم أقوى الأدلّة على ما قلناه.
والحال في الحديث الإِمامي على النقيض من هذا ، فإنّ أحاديث التوحيد والعدل قد ذكرت في «كتاب التوحيد» من «الكافي» للكليني و «كتاب التوحيد» للشيخ الصدوق ، و «كتاب التوحيد والعدل» من الموسوعة الحديثيّة الشهيرة «بحار الأنوار» للعلاّمة المجلسي ، والذي استوعب هذا الاَْخير كلّ ما ورد في مصادر الإِمامية مسنداً أو مرسلاً ، صحّ سنده أو لم يصحّ ، وجاء في الطبعة الحديثة من البحار في ستّة أجزاء (ج ٣ ـ ج ٨). ومن يرجع إليها لا يجد الحال فيها ما يجدها عند غيرهم ، بل هي مليئة بالاَْحاديث الصحيحة ، بل المتواترة ، إجمالاً ، أو معنىً ، الدالّة بصراحة على نفي التشبيه ، والتجسيم ، والجبر ، خاصة دلالتها على بقيّة ما تعتقده الإِمامية في أمر التوحيد والعدل ، سواء الذي امتازت به أم الذي اشتركت فيه مع غيرها من المسلمين. ولأجل هذا لم يجد الكليني والصدوق ، للدلالة على النفي ، أيّ عناء سوى سوق الاَْحاديث الكثيرة الدالّة عليه بصراحة ووضوح.
نعم ، كلّ ما هناك ما أشار إليه شيخنا الصدوق في فاتحة «كتاب التوحيد» حيث قال :
«إنّ الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا أنّي وجَدْتُ قَوْماً من المخالفين لنا ينسبون عصابتنا إلى القول بالتشبيه والجبر ، لما وجدوا في كتبهم من الأخبار التي جهلوا تفسيرها ولم يعرفوا معانيها ، ووضعوها في غير مواضعها ، ولم يقابلوا بألفاظها ألفاظَ القرآن [أي جاء فيها ما جاء في القرآن الكريم من ألفاظ وتعابير ، فإن كان القرآن الكريم دالاً على تشبيه والجبر فهي دالّة أيضاً ، وإن لم يقولوا