سبحانه ـ رأساً ، أو بَطْناً ، مثلاً ـ تعالى الله عن ذلك ـ يلازم الجسمية وينتهي إلى أن يكون الله ـ عزّ وجلّ ـ شبيهاً بالمخلوقين ، سواء أكان رأسه أو بطنه يُشْبه رؤوس من لهم رؤوس ، أو بطون من لهم بطون ، أو لا يشبه أيّاً من تلك الرؤوس والبطون ، بل يمتاز عن جميعهم برأس لا يُشْبه رؤوسهم ، وبطن لا يشبه بطونهم ، وهكذا ، غير الرأس والبطن ...
بالإضافة إلى أنّ الحديث الذي يروونه وقد التزموا بصحّته ـ وسيأتي ذكره بمصادره ـ : «إنّ الله خلق آدم على صورته» عند مَنْ يفسّره بصورة الله ، سبحانه ، والحديث الآخر : إنّ آدم خلق على صورة الرحمن ، لا يرجعان إلى القول بأنّ لله صورةً ووَجْهاً فحسبُ ، بل إنّ صورته ووجهه تشبهان وجه آدم وصورته ، فتشبهان وجوه بني آدم وصورهم.
٥ ـ ونموذج إمامي.
وشيخنا الصدوق علم بارز من علماء الحديث والرواية الإِماميّين ، وقد ذكرت بعض جوانب شخصيّته في المقدّمة الّتي وضعتها للترجمة الإِنجليزية لكتابه (اعتقادات الإِماميّة) وكان من اُسرة اشتهرت بعلم الحديث وتحمله. وقد أخذ عن شيوخ المحدّثين وأعلامهم ، وقد سار هو على هديهم واستنّ بسنّتهم ، وكلّ ما يقوله إنّما يمثّل ما اتّفق عليه علماء الحديث الإِمامية ـ وخاصة مدرسة القميّين منهم ـ ، أو أخذ به معظمهم ـ على أقلّ التقادير ـ إلاّ في موارد قليلة ، كقوله بسهو النبيّ ، صلّى الله عليهِ وآلهِ وسلّم في الصلاة ، الّذي تبع فيه شيخه محمد بن الحسن بن الوليد ، والّذي لم يقرّه عليه معظم العلماء ، محدّثين وغير محدّثين.
والدراسة المقارنة بين (اعتقادات الإِمامية) ، وما علّق عليه شيخنا المفيد في (تصحيح الاعتقاد) لتكشف عن الاتفاق في اُصول العقيدة وتفاصيلها بين ما يسمى بالمدرسة الحديثية والمدرسة الكلامية الإِماميَّتَيْن ، إلاّ في موارد اختلفا