وقال : «ولو لم يكن لله يدان بهما خلق آدم ومسّه مسيساًص كما ادّعيت ، لم يجز أنْ يقال [لله] : بيدك الخير ...» (٢٠) وأحالَ في ذلك كلّ معنى أو تأويل من نعمة ، أو قوّة ، إلاّ اليدين (٢١) [بما لهما من المعنى ، وهو العضو الخاصّ المحسوس] ، «وأنّ لله إصبَعَيْن ، من غير تأويل بمعنى آخر» (٢٢) «والقدمان قدمان من غير تأويل» (٢٣) «غير أنَّا نقول ، كما قال الله : (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ) (٢٤) : إنّه عنى به الوَجْهَ الذي هو الوَجْه عند المؤمنين ، لا الأعمال الصالحة ، ولا القِبْلَة ...» (٢٥) وإنّ نفي التشبيه إنّما هو بأن يكون لله كلُّ هذا ، ولكن لا يُشْبِه شيء منه شيئاً ممّا في المخلوقين» (٢٦)
* * *
وقد سُقْت ما تقدّم كنماذج مختارة ممّا جاء عن أعلام المدرسة الحديثيّة غير الإِمامية ، ولا أُعلّق على شيء ممّا جاء فيها ، غير أنّي أرى من الضروري أنْ أُنبّه ـ ولو بصورة مختصرة جدّاً ـ أنّ المقصود بالتجسيم والتشبيه التي نفاهما النّفاة عن الله سُبْحانه ، والتي دلّت الأدلّة القطعيّة على نفيهما : أنّ القول بالجسمية أو ما يستلزم الجسمية ، من الاَْعضاء والجوارح ، والمكان ، والزمان بمعانيها الحقيقيّة يلزم منه تشبيه الله سبحانه بالمخلوقين ، وهذا التشبيه إنّما يكون في أصل الجسميّة ولوازمها ، لا في نوعيّتها وكيفيّتها ، فالقول بأنّ ـ لله
__________________
(٢٠) المصدر /٣٨٧.
(٢١) «بما لهما من المعنى، وهو العضو الخاص المحسوس» المصدر /٣٩٨.
(٢٢) المصدر /٤٢٠.
(٢٣) المصدر / ٤٢٣ ـ ٤٢٤، ٤٢٧ ـ ٤٢٨.
(٢٤) الرحمن ٥٥/٢٧.
(٢٥) المصدر /٥١٦.
(٢٦) المصدر /٤٣٢ ـ ٤٣٣، ٥٠٨.