نادرا أيضا. فالنساء لهن أماكن مفصولة عن أماكن الرجال ، ولهن في بيوتهن محلات وزوايا سرية يخفين أنفسهنّ فيها حالما يقبل أحد الرجال على زيارة بيوتهن وحين يخرجن ، وذلك نادر أيضا ، هنالك ترى ثلاثا أو أربعا منهنّ مع أطفالهنّ سوية وكلهنّ زوجات لرجل واحد إذ إن شريعتهم تبيح للرجل أن يمتلك أكبر عدد يستطيع امتلاكه من النساء (١).
وتخفي النسوة وجوههن بالحجب التي يصنع البعض منها من الحرير الفاخر بينما يصنع البعض الآخر من شعر الخيل وهذا النوع تستعمله الفقيرات. وهن يغطين رؤوسهن بطرحات مصنوعة من القطن واسعة بحيث تغطي حتى أذرعهن وأكتافهن ، وبالشكل الذي تستعمله فتياتنا حين يحاولن محافظة أنفسهن من البلل فيلقين بأمثال هذه الطرحات فوق رؤوسهن.
ولما كان الأتراك شديدي الغيرة فإن من النادر أن تلتقي زوجاتهم في الشارع أو السوق ، وإنما في البيوت وحدها ، أو حين يذهبن لزيارة قبور آبائهن أو أقاربهن المتوفين والتي تكون في خارج المدينة عادة وعلى مقربة من الطريق ، ويحصل أحيانا حينما يذهبن إلى هناك أن يأخذن معهن الخبز والجبنة والبيض وما شاكله ليتناولنه عند القبور. وكثيرا ما يتركن شيئا من طعامهن هذا للحيوانات وللطيور تأكله بعد مغادرتهن ، اعتقادا منهن أن مثل هذا العطف على الحيوان مقبول عند الله كالعطف على البشر.
وتتألف القبور عادة من حفر مغطاة بأحجار كبير وتكون على شكل أسرة الأطفال في بلادنا إذ ترتفع عند الرأس وعند الأقدام وتكون مجوفة
__________________
(١) هذا محض افتراء ووهم باطل من المؤلف فالشريعة الإسلامية لا تسمح بأكثر من أربع زوجات وبشرط العدالة بينهن ، كما ذكرنا ذلك في حاشية سابقة. لكن للرجل الموسر أن يستخدم العديد من الخدم والإماء في بيته على أن يقوم بإعالتهن إعالة تامة.