الفصل السادس عشر
الطريق الذي سلكناه عبر العراق ـ طريق نصيبين ـ أورفه إلى «بير».
كيفية عبورنا نهر الفرات العظيم ووصولنا إلى مدينة حلب
بعد أن مكثنا أربعة أيام استأنفنا رحلتنا في الحادي عشر من كانون الثاني فأمضينا النهار كله في السير بمنتهى السرعة دون أن نأكل شيئا إلى أن غربت الشمس وحل المساء ، حيث خيمنا على مرتفع عند قرية صغيرة لنستريح ونريح دوابنا. وقد بقينا طيلة الليل في حراسة مستديمة ، ونحن ندور حول المخيم ثلاثة فثلاثة.
وفي اليوم الثاني استأنفنا مسيرتنا بسرعة تامة كيما نصل إلى ينبوع أو بئر ماء ، مثلما يفعل ذلك سكان هذه البلاد في مثل هذه الصحاري الشاسعة ، أكثر من اهتمامنا بالوصول إلى نزل حسن. وقد وصلنا في النهاية إلى إحدى هذه الآبار فأقمنا مخيمنا عندها لنستريح ولنمضي الليل كله هناك.
وبعد مضي وقت طويل على تناولنا طعام العشاء أقبل على مخيمنا بعض الأكراد وتحدثوا إلينا برقة ، وسألونا عما إذا كنا في حاجة إلى شيء ما يستطيعون به مساعدتنا.
لكن سرعان ما تأكد لدينا أن أولئك كانوا من الجواسيس بعث بهم رفاقهم ليعرفوا قوتنا ، ولما أيقنوا بأننا لم نفرح بمقدمهم لم يمكثوا معنا طويلا وغادرونا ، وإذ ذاك وطدنا العزم على أن نستريح بعد أن أعددنا لنا حراسة جيدة مثلما فعلنا ذلك في الليلة السابقة.