كان طول نينوى
يبلغ مسيرة ثلاثة أيام. ولقد قرأنا أن النبي «يونس» عند ما جاءه أمر الله وراح
يدعو سكان المدينة إلى التوبة استطاع أن يدخلها في يوم واحد ، ولذلك أصغى الناس
بشوق إلى مواعظه فتحسنت حياتهم ، لكنهم لم يستمروا في التوبة طويلا ، وعادوا إلى
مفاسدهم السابقة وإذ ذاك حل بهم الدمار والخراب مما تنبأ لهم به كل من النبي «ناحوم»
والنبي صفنيا وكذلك التقي الورع «طوبيا» الذي كان آنذاك في المدينة ولم
يمكث فيها طويلا.
ومع ذلك تم بناء
الموصل مجددا فيما بعد ، وعانت الكثير بسبب تبدل الحكومات التي استولى عليها «تيمور
لنك» في النهاية بهجوم عاصف فأحرقها وحولها إلى رماد ، إلى درجة أن النباتات
والأشجار نمت فوقها بعد مدة قليلة. ولذلك لا ترى في الوقت الحاضر ، أية آثار فيها
مثلما هو عليه الأمر في «بابل» القديمة ، ولم يسلم منها سوى حصن يقوم على أحد
التلال وبعض القرى القليلة التي كانت تعود إلى الأيام الخوالي
__________________