الله تبارك وتعالى أجل من أن يؤذيه شيء ، وهذا ما أفهمه من فقرات هذا الدعاء .
و [ الاستعاذة مأخوذة ـ لغة ـ عاذ به واستعاذ به لجأ إليه ، وهي : عياذه ، أي : مُلجؤه ، وقولنا معاذ الله ، أي : أعوذ بالله أي : الجأ إليه وأستجير به ] ١ .
وقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعاء آخر : « اللهم أني أعوذ بك مما استعاذ منه عبادك المخلصون ، وأسألك خير ما سألك عبادك الصالحون » ٢ .
وفي القرآن الكريم سورتان تسميان المعوذتين أولها سورة [ الفلق ] والتي تبدأ بقوله تعالى : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ، والثانية سورة [ الناس ] التي تبدأ بقوله تعالى : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )
ثم ينتقل صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الفقرة الثالثة من الدعاء فيقول :
« وأسألك التوفيق فيه لأن أطيعك ولا اعصيك »
ولا شك بأن توفيق الطاعة من الله تعالى بتوسط إرادة العبد الذي وطن نفسه على الطاعة فوفقه الله إليها وهداه لها فإذا كان المرء في طريق الطاعة والاستقامة فإن الله تعالى يزيد في توفيقه وهدايته فيستمر عليها ويواظب في طاعته لأنه أصبح أهلا للتوفيق ، وهو النجاح والفوز والفلاح في الأعمال فإذا حصل للإنسان ذلك التوفيق وتلك الهداية فإنه يبتعد عن ساحة معصية الله تعالى كل البعد ، ويكون من أهل
__________________
١ ـ مختار الصحاح : ٤٦١
٢ ـ عمدة الزائر : ٢٦١