وقد جاء في تفسيرها : [ ألم نفسحه حتى وسع مناجاة الحق ودعوة الخلق ، ألم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم ، وبما يسرنا لك تلقي الوحي ] ١ .
والإنابة : هي الإقبال والتوبة ، يقال : أناب إلى الله تعالى أقبل وتاب .
و [ المخبتون ، هم : الخاشعون ، والإخبات ، هو : الخشوع ، يقال : أخبت لله تعالى ، أي : خشع ] ٢ .
والمراد من الدعاء أن يشرح الله تعالى صدر المؤمن في هذا اليوم بالإقبال على الطاعة التي يتجسد فيها الإخبات والخشوع ، وقد ورد في زيارة أمين الله عن المعصوم عليهالسلام قوله : « اللهم أن قلوب المخبتين إليك والهة ، وسبل الراغبين إليك شارعة ، وأعلام القاصدين إليك واضحة » ٣ وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ٤ .
ثم يختم النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم الدعاء بقوله :
« بأمانك يا أمان الخائفين »
أي بحمالك وجوارك فالله المجأ ، والمعين ، والأمان لمن يلتجأ إليه خائفاً ، مذعوراً ، منيباً .
والخائفون هنا من يخافون الله تعالى ويخشونه ويرجون لطفه ، وفضله في أن يتقبل منهم أعمالهم ، ويعفو عن ذنوبهم ، ويغفر لهم سيئاتهم بعد أن يعودوا إلى ساحة طاعته ، وهم
__________________
١ ـ كنز الدقائق : ١٤ / ٣٣٢
٢ ـ مختار الصحاح : ١٦٧
٣ ـ مفتاح الجنة : ٩٦
٤ ـ سورة هود ، الآية : ٢٣